إحياء ليلة النصف من شعبان

 




بقلم الداعية الإسلامي الشيخ رجب الأزهري 

- إن شهر شعبان شهر تُرفع فيه الأعمال إلى ذي العزة والجلال سبحانه وبحمده، ولقد كان نبينا ﷺ يخبر أن هذا الشهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل، فيحب أن يُرفع عمله وهو صائم صلوات ربي وسلامه عليه .


لذا ثبت الحديث في السنن أن النبي ﷺ لما سُئل عن كثرة صيامه من شعبان قال: ( ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وفيه ترفع الأعمال إلى الله فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) .


نريد أن نتعرَّض لنفحات الله عز وجل، لما جاء عن النبيﷺ أنه قال: ( إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداًً ) رواه الطبراني في الكبير والأوسط .

نريد أن نتعرَّض لمغفرة الله عز وجل، لأن الله تعالى يطَّلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين .

نريد أن نتعرَّض لرحمة الله عز وجل، لأن الله تعالى يطَّلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيرحم المسترحمين .

نريد أن نتعرَّض لعطاء الله عز وجل، لأن الله تعالى يطَّلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيقضي حوائجهم .

هل نحن جادُّون في هذا الطلب ؟


- ويجب علينا ثانياً أن نعلم بعض أحاديث سيدنا رسول الله ﷺ بخصوص هذه الليلة : 


روى الطبراني عن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( يَطَّلِعُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ )، استثناء من المغفرة، هل أنت مشاحن ؟ إن قلت: نعم، أقول لك: إلى أين تتوجَّه إذاً ؟

ألا تحب أن يغفر الله لك ؟ فاغفر وسامح واصفح تضمن إن شاء الله تعالى حسن الخاتمة، فهذا زيد بن أسلم: ( دُخل على أبي دجانة رضي الله عنه وهو مريض، وكان وجهه يتهلَّل، فقيل له: ما لوجهك يتهلَّل ؟ فقال: ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليماً ) .


وأخيراً اسمع إلى قول عنترة :

لا يحملُ الحقدَ من تعلو به الرتبُ ولا ينالُ العلا من دأبُهُ الغضب


- لِنَسْعَ إلى إِصْلَاحِ قُلُوبِنَا، وَذَلِكَ بِتِلَاوَةِ القُرْآنِ العَظِيمِ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللهِ تعالى، وَلْنَسْعَ إلى مُجَاهَدَةِ أَنْفُسِنَا وَنَبْذِ الخِلَافَاتِ فِيمَا بَيْنَنَا حَتَّى نَكُونَ كَالجَسَدِ الوَاحِدِ، فَاللهُ تعالى يَرْحَمُ الأُمَّةَ المُتَمَاسِكَةَ المُتَرَاحِمَةَ المُتَحَابِبَةَ .


ومن هذه الأعمال الطيبة :


1- الحرص على الصلاة والاستغفار والدعاء .

2- التسبيح وذكر الله .

3- إخراج صدقة بنية الإفراج على الفقراء والمحتاجين .

4- الإكثار من الدعاء بالرحمة والمغفرة .

5- الحرص على الدعاء للأقارب المتوفيين.

6- قراءة القرآن .

7- الحرص على الصلاة وأداء قيام الليل .

ليست هناك تعليقات