الحلقة الثانية من أحكام الجنائز (2)
بقلم الدكتور محمد عطيه الرزيقي
من المُحزن -أيضا -بعد دفن الميت تجد الكثير من الناس -ولا أبالغ - إنْ قلت الجميع يفر فرار الخائف من الأسد بمجرد دفن الميت ، تجدهم يسارعون إلى أن يمتطى (يركب) الواحد منهم : ملاكى أو سيارة أو موتوسيكل أو أى وسيلة من وسائل المواصلات وكأنه أتى لدفن الميت مجاملة لصاحب الميت واستراح منه .
فالأَولى أن تُصحّح المفاهيم وتكون كل أعمالنا خالصة لله ورسوله لا يشوبها الرياء فمادمت تقوم بالعمل فاستحضر فيه النية الطيبة خالصة لله .
فلا تتركوا موتاكم رهائن فى قبورهم فمن السنة النبوية التى أوصانا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة؛ الجلوس عند قبر الميت بعد دفنه والدعاء له.
فقد جاء في سنن أبي داود عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ؛ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ».
للأسف تجد الكثير من الناس بمجرد دفن الميت وإهالة التراب عليه - كما نفعل فى بلادنا وعاداتنا - الكل ينصرف حتى أهل الميت فلا يبقى معه أحد .
أضف إلى ذلك ما يحدث فى المقابر أثناء دفن الميت من أمور يندى لها الجبين فتجد بعض الإخوة يرفع صوته بمشاجرة مع الرجل الذى يقوم بدفن الميت وهو يسمى فى عُرفنا " الحفار أو الفحار " كما نطلق عليه وهو رجل أمين يقوم بستر الميت ودفنه
فيقوم هذا الشخص بالسؤال عن المقبرة الجديدة التى اشتراها أو شرع فى شرائها أو " تخليص الحساب " ونسى حُرمة المقابر والموتى . أو ترى بعضهم يضحك ويأكل ويشرب بل ويقوم "بشرب السجاير" ونسى قــُدسية هذا المكان .
أو يتذكر زيارة قبر أبيه أو أمه أو عزيز لديه قبل أن نفرغ من دفن ميتنا الذى جئنا لأجله
ولا بأس فى ذلك لكن الأولى أن ندعو لميتنا ونسأل الله له التثبيت .
والأصل فى زيارة القبور أن تذكرنا بالآخرة وترقق قلوبنا .
اللهم ارحم كل ميت وتجاوز عن كل قبيح يا رحمن يا رحيم

ليست هناك تعليقات