آفة الكبر




بقلم  الشيـــخ / فوزي محمد أبوزيــــــد إمــام الـجـمـعـيـة الـعـامـة للـدعـوة إلى الله

 مرض الكِبر انتشر كثيراً في هذا العصر، حتى أن الناس يحرمون أنفسهم من الانتفاع بما لا بد لهم منه من العلم النافع والأنوار الساطعة نتيجة الكِبر !!!

 يقول: كيف أذهب للشيخ فلان لأسمعه❓

 أو كيف أذهب للشيخ فلان لأجلس معه❓

 فهل أنت الذي ينتفع أم هو

 أنت، لذلك انظر نظرة بعقل سديد وفكر رشيد، فما دامت المنفعة ستعود عليك أنت، فالإنسان عبدٌ لمنفعته، ويبحث عن المنفعة حتى يجدها.


 وسيدنا موسى كان كليم الله ورسوله، فهل تكبَّر أن يذهب للرجل الفقير؟ لا، لماذا

لأنه يريد أن ينتفع، ومشى وقال: سأمشي ولو وصل السير إلى ثمانين سنة حتى أذهب لهذا الرجل لأنتفع منه، وعندما وصل له في النهاية وجده نائماً على كوم من التراب، ليس عنده ساحة ولا مضيفة ولا غيره، فهو فقير ولكن قال فيه العلي الكبير:

📖 ( ءَاتَيۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمٗا)(65الكهف)

فهل تركه وذهب⁉️

لا، بل طلب العلم من هذا الرجل.

 فكان على هذه الشاكلة سيدي عبد القادر الجيلاني !!

 كما كان على هذه الشاكلة كل الصالحين الأكابر أجمعون رضوان الله  عليهم أجمعين.

 وكان رضي الله  عنه:

 كل همه وقصده والذي يُمرِّنُ المريدين عليه:

أن تكون الغاية والقصد وجه الله .

 وكان مع كل ذلك:

لا يأكل إلا من عمل يده.

فلا ينتظر عطاءات من هنا!!

 ولا زيارات من هناك ..

لأن الله أغناه به عن جميع من سواه!

وجعل له البركة في كل شيء يَمسُّه تكريماً وتفضيلاً له من عند مولاه .


 نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بالصالحين ...

وأن يخلِّقنا بأخلاقهم، وينفعنا بعلومهم ....

ويرزقنا حُسن متابعتهم ...

وحُسن الأدب بين أيديهم.

وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه وسلَّم

ليست هناك تعليقات