ليلة_القدر_مهرجان_كوني
بقلم الدكتور محمد قاسم المنسي --
كيف تحولت ليلة القدر من حقيقة ضخمةالي أسطورة من الأساطير التي تحكي حكايات الثروة التي تهبط من السماء علي الموعودين في هذه الليلة ؟؟
وكيف تم اختزال ليلة القدر في مجرد أدعية تشمل أمور الدنيا والاخرة ، حتي تحول الامر من عمل ودعاء ، الي دعاء بغير عمل وأصبح الدعاء بديلا عن السعي والعزم والعمل والكفاح والصبر والإرادةوغير ذلك مما امد الله به الإنسان من قوي وطاقات تمكنه من القيام بواجب الخلافة والاعمار؟؟
-٢-
اما حقيقة ليلة القدر فهي انها تضمنت (حدثا ) كونيا كبيرا هو حدث نزول القرآن والوحي والرسالة...هذا الحدث كان بمثابة مهرجان كوني اشتركت فيه الارض والسماء والملائكة وربما عناصر اخري
ففي هذه الليلة :
-بدأ نزول أول ايات القران
-ونزلت الملائكة من السماء الي الارض باذن ربها
-وعم السلام كل أرجاء الارض لأن صوت القران هو صوت السماء الذي جاء لينشر السلام الامان ..
لقد وضعت هذه الليلة قيما ومبادئ جديدة للحياة وأرست اسسا وموازين لم تعرفها البشرية قبل نزول القران ..
كما انهاحملت الي الناس جميعا معالم الحياة الحرة الكريمة لجميع البشر ..
من أجل ذلك ينبغي أن يجعل المسلمون ليلة القدر (عيدا) لنزول القران ..ويكون الاحتفاء بليلة القدر احتفاء بالقران الكريم الذي سجل هذا الحدث وخلده في سورة سميت باسم سورة القدر ولم تكن هذه السورة ولاذلك الحدث معروفين عند المسلمين..
لقد انطوت ليلة القدر علي حدث عظيم لم تشهد الارض مثله في عظمته أو في دلالته أو في آثاره في حياة البشرية..
-٣-
ومن هنا فان قيام هذه الليلة واحياءهاخلال العشر الأواخر من رمضان يكون هو الدليل العملي علي مكانة القران في قلوب المسلمين
وأعني ان القران الكريم تضمن كل مايسعد البشر :
فقد اشتمل علي عقيدة واضحة تفصل ما بين الله والكون والبشر..
واشتمل علي نظام وشريعة تكفل حقوق الإنسان اينما كان ..
واشتمل علي أداب رفيعة تشيع حالة السلام والأمان.
ولاشك أن أية تعاليم تحقق سعادة البشر ومصالحهم تكون مستحقة للحفاوة والعناية..
والاحتفاء بالقران لا يكون بقراءته وحفظه فقط وانما في تدبره واحياء ادابه ، وتجسيد مقاصده وغاياته .
-4 -
ما يزال السؤال مطروحا :
كيف نجعل من ليلة القدر عيدا للمعاني والقيم والتوجيهات الرفيعة التي جاء بها القران الكريم ، بحيث تتحول ليلة القدر الي فرصة حقيقية لإحياء كثير من المعاني والقيم التي كادت أن تختفي من حياتنا ؟؟
كيف نجددايماننا بالقران الكريم كمصدرا للهداية ومنارة للفكر ومصباحا يضيئ للعقل الإنساني طريقه كي يعود الي مكانته الصحيحة في خدمة قضايا الدين والحياة ؟؟!!

ليست هناك تعليقات