المتحف المصري الكبير* *صَولجان مصر المستقبل
بقلم :فضيلة المعيني
رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية
إنني لفي قمة الزهو والإفتخار اليوم، مع كل عاشق لأرض الكنانة، مصر المكان والمكانة، بذلك المتحف الجبار، كرؤية عبقرية لإحياء الذاكرة المصرية في قلعة عصرية، على مساحة تفوق النصف مليون متر مربع، حاوية لأكثر من مائة ألف قطعة أثرية، تمثل الحضارة المصرية وعناق الحضارات الجميل على ضفتي هبة النيل.
في قلب هذا الصرح الجليل، يقف الملك توت عنخ آمون، وقد عادت مجموعته الكاملة لتُعرض لأول مرة في مكان واحد ليس له مثيل، وكأن الملك الشاب يطل من نافذة التاريخ ليشهد كيف واصل أحفاده رسالته في حفظ المجد وصناعة الخلود المؤتمن.. وحيث المعجزات لا تتحقق إلا بالإرادة وبكل ما يفوق الزمن والثمن، لهذا الإنجاز الذي هو بحق، ثمرة قيادة مصرية، آمنت بأن الحضارة ليست مجرد إرث وحجارة، بل ركيزة لقوة مصر الناعمة ومصدر فخر أمتها بجدارة..
إنها وبلا شك رحلة ممتدة بلا حدود، من مصر القديمة القويمة إلى مصر المعاصرة العظيمة ، ومن أفئدة الناطقين بالعربية، خاصة الإماراتية المحبة لمصر إلى أم الدين والدنيا ، في سردٍ بصري يسبق زمانه ويتخطى مكانه، ليكون وبحق صولجان مصر المستقبل، وقلب الاقتصاد الثقافي المصري وقناته الواصلة بين مصر وكافة الأمم والشعوب، وأخص بالذكر منهم بلادي الإمارات..
اليوم تقف مصر على موعد جديد مع العالم أجمع ومع الإمارات خاصة.. وتتجلى فرحتها وفرحتنا معكم، بافتتاح ذلك المتحف الأعظم، كمرحلة ميلاد جديدة في علاقة الإنسانية بتراثها، لنرى إنجازات الأمم سلاسل متصلة لا تفصلها الأزمنة ولا المسافات.. لذا أقولها بملء الفهم والفم، عاشت مصر فجر الضمير والحضارات ودامت بلادي الإمارات، مضيفة وحاضنة، لكافة الشعوب والثقافات.
وهذا تتجلى أهمية ذلك الحدث المصري العظيم للعالم أجمع، وبالأخص لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي يحرص رئيسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، دوماً على مشاركة المحروسة بربها وفخامة رئيسها، كافة أتراحها وأفراحها، تماماً كما كان الزعيم زايد من قبل، قلباً وقالباً، ورأياً صائباً ووداً غالباً دائماً، يجمع الإمارات بمصر مهد الحضارات.

(الاسم: قاسم محمد قاسم محمد )
ردحذفما هي أبعاد الترابط الحضاري التي يؤكد عليها هذا الصرح العظيم؟ مقال رائع يسلط الضوء على المتحف المصري الكبير ليس كإنجاز معماري فقط، بل كرمز للعلاقة الأخوية المتينة بين مصر والإمارات ودور المتحف كمنارة للإنسانية جمعاء. إن وصف المتحف بأنه "صَوْلَجَان مصر المستقبل" يبرز قيمته الحقيقية كقوة دافعة لحفظ التاريخ وإحياء الذاكرة، مما يؤكد دوره الريادي في المنطقة والعالم.