بناء الوعي المجتمعي بمفهوم الدولة .. مفتاح المستقبل




بقلم : دكتور يحيى هاشم


في ظل ما يشهده العالم من تحديات متسارعة و صراعات إقليمية و دولية معقدة تبرز أهمية بناء الوعي المجتمعي كخط الدفاع الأول للحفاظ على استقرار الأوطان فالدولة الحديثة لا تقوم فقط على المؤسسات و القوانين بل على إدراك مواطنيها لمعنى الدولة و واجباتهم تجاهها و الوعي بحجم المخاطر التي تحيط بها  و القدرة على التمييز بين الحقائق و الشائعات التي تستهدف النيل من تماسكها الداخلي .


إن مفهوم الدولة عقد اجتماعي و مسؤولية مشتركة لأن الدولة ليست مجرد أرض و حدود بل هي منظومة متكاملة من مؤسسات و قوانين و قوات مسلحة و شعب يجمعهم عقد اجتماعي يقوم على الحقوق و الواجبات كما ان إدراك المواطن لهذا المفهوم يخلق علاقة وعي متبادل  بحيث يدرك أن قوته في قوة دولته و أن استقراره الشخصي مرهون باستقرار مؤسساتها .


و من المهم جدا في هذه المرحلة الفارقة من عمر الوطن الاصطفاف خلف القيادة السياسية و القوات المسلحة فلا يمكن لأي دولة مواجهة التحديات الكبرى من دون وحدة الصف الداخلي  فالقيادة السياسية ترسم الرؤية الاستراتيجية للمستقبل و القوات المسلحة تمثل الدرع الواقي للأمن القومي بينما يمثل الشعب الركيزة الأساسية لاستمرار التنمية .


و من هنا يصبح الاصطفاف خلف القيادة و القوات المسلحة ليس مجرد خيار بل واجب وطني يحمي الدولة من مخططات التفتيت و الهدم خاصة في ظل حروب الجيل الرابع و الخامس التي تستهدف وعي الشعوب قبل أراضيها .


 و تتعدد التحديات على محاور الدولة الاستراتيجية 

و تواجه الدولة المصرية جملة من التحديات التي تتوزع على عدة محاور استراتيجية فمنها المحور الأمني و العسكري في مواجهة الإرهاب و  حماية الحدود و تثبيت الأمن الداخلي و الحفاظ علية .


و في المحور الاقتصادي يتم السعي لتحقيق التنمية المستدامة رغم الأزمات العالمية و المحور الاجتماعي يشهد مكافحة الشائعات و دعم الوعي المجتمعي و تعزيز الانتماء الوطني  و بالنسبة للمحور الخارجي فإن الدفاع عن المصالح الإقليمية و الدولية و الحفاظ على مكانة مصر في محيطها العربي والأفريقي امر واجب لا يمكن التراجع عنه ابداً .


قد تمتلك الدولة أحدث الأسلحة و أقوى المؤسسات لكن إذا غاب وعي المواطن بقيمة الدولة تصبح هذه المنجزات بلا سند حقيقي فالمعركة الآن هي معركة وعي بالأساس  إذ تستهدف الحملات الممنهجة عبر الإعلام الموجه و مواقع التواصل الاجتماعي ضرب الروح الوطنية و بث الشك في الإنجازات .


إن بناء الوعي المجتمعي بمفهوم الدولة ليس رفاهية فكرية بل هو حائط الصد الأول أمام كل محاولات الهدم و الاصطفاف خلف القيادة السياسية و القوات المسلحة يضمن بقاء الوطن قوياً قادراً على مواجهة التحديات و صناعة المستقبل فالدولة التي يعي مواطنوها قيمتها لا تُهزم و الوطن الذي يقف أبناؤه صفاً واحداً يظل عصياً على المؤامرات و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .

ليست هناك تعليقات