الموت عظة




بقلم :صالح الصادق سلطان الرشيدي 

باحث في العلوم الرقمية للقرآن 


 وشهد شاهد من اهلها

 كنت أبحث عن الكلمات التي تليق بالموقف، وتصل إلى القلب وتوقظ النفس بلين ورحمة،


 لعلّ الله يجعل في هذه الكلمات تذكرة لي ولك، ورحمة له في قبره، وموعظة لكل من لا يزال في طريق الغفلة.


الفنان أحمد عامر…

شاب في بداية الثلاثينات، كان قبل وفاته بساعات ينشر أغنية جديدة…ثم فجأة أعلنوا أنه مريض، ثم فجأة قيل: “تُوفي”…

ثم… اختفت صفحته!

ثم بدأت تُحذف أغانيه من على المنصات!


لماذا؟

لأن حتى أقرب أصدقائه، مثل “حمو بيكا”، طالب بحذف كل الدويتوهات التي جمعت بينهما، بل وطلب من الناس حذف أي أغنية كانت له!

أتعلم لماذا؟

لأنهم يخشون أن تكون هذه الأعمال سيئات جارية عليه بعد موته…

لأنهم يعرفون في أعماقهم أن ما كان يُقدم لا يرضي الله…لأن الفطرة لا تكذب، والقلوب تعرف الحق وإن غطّاها الهوى.


وهنا نتوقف…

لو كانت الأغاني “صدقة جارية” فعلاً، لكان أول ما نشره الناس بعد موته هو:

“استمعوا لأغنيته الأخيرة رحمًا به!”

لكنهم نشروا صورته مع آيات قرآنية، وأذكار، وتسبيح، وطلبوا له الدعاء والمغفرة، لأن هذا هو الذي ينفع.


 الرسالة إلى كل شاب وفتاة:

لقد مات من كان يُغني…

فهل آن لمن كان يستمع أن يتوب؟

ألا يكفيك أن ترى النهايات أمامك ثم تستمر في طريق الغفلة؟


أنا لا أتكلم من باب التوبيخ، بل من باب الرحمة والشفقة عليك…

أنا أحب لك الخير، وأريد لك حسن الخاتمة، قبل أن يأتيك الموت بغتة كما جاءه.


 الرسالة إلى كل من يؤخر الصلاة، ويستهين بالمعصية، ويغتر بطول الأمل:

الموت لا يعرف عمرًا ولا موعدًا…

والقبر صندوق العمل، لا شهادة ميلاد ولا صفحات شهرة.


الرسالة لكل فتاة تؤخر الحجاب، ولكل شاب يُجاهر بالمعصية:لا تؤجل التوبة، فالعمر أقصر مما نظن، والموت أقرب مما نتخيل.

فهنيئًا لمن يعتبر، ويتعظ، ويعود إلى الله قبل فوات الأوان.


قال الله عز وجل: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون، لعلي أعمل صالحًا فيما تركت… كلا، إنها كلمة هو قائلها، ومن ورائهم برزخ إلى يوم يُبعثون.


اللهم حسن الخاتمة

ليست هناك تعليقات