نوستالجيا 80 /90 السهل الممتنع
شيماء الشواربي
نوستالجيا 80/ 90 أصدق وأبسط ما وثق فنيا الحقبة الزمنية الأجمل لغالبية جيلنا .. حيث رصد العمل فنيا وفي اطار استعراضي جميل أهم وأجمل الأعمال الفنية التي لطالما ترددت على مسامعنا وترسخت في ذاكرتنا لعقود طويلة لاحقة.
يبدأ العمل بشخص غير متاقلم مع الواقع الحالي بايقاعه السريع واختلاف نظام حياة أبنائه عن حياته وبازدياد ومع ازدياد استيائه يقرر ان يغط في نوم عميق لينسى حنينه للزمن الأجمل في عمره وواقعه المؤلم وتعامل أولاده وزوجته معه على أنه صراف آلي .. ومن هنا تبدأ المرحلة الأجمل في العمل من وجهة نظري وهو استعراض فني غنائي لأغلب وأهم الأعمال الفنيه في حقبه الثمانينات والتسعينيات سواء سينمائيا أو تلفزيونيا وربما حتى الأغاني والإعلانات.
ولقد رأيت بنفسي كيف تفاعل الجمهور مع تلك الفقرة بالرقص والغناء والتباهي بمن يحفظ أكبر قدر من هذه الاعمال وكلماتها وألحانها والقائمين عليها سواء مؤلفين او ملحنين ومخرجين او حتى فنانين.
ومما لاحظته أيضا وزاد من إعجابي هو كمية الحاضرين التي أصرت على احضار صغارهم من الأطفال والشباب وهي فئة عمرية لم تعرف أو تر الكثير مما تم عرضه وتقديمه عن هذه الحقبة الزمنية ولكن الان أعتقد أن الإنتقال المعلوماتي لكل ما شملته تلك الفترة إلى الأجيال الأحدث سيتم بسلاسة وبايقاع راقص وبسيط ومحبوب
جدير بالاشادة أيضا المجهود المقدم من صناع العمل بدءا من مخرج العمل الفنان تامر عبد المنعم ومرورا بكل مقدمي الشخصيات من الفنانين والفنانات الشباب حيث شعرت فعلا بأنني أمام تلك الشخصيات بحق ودون أي اختلاف وبدون تدخل الذكاء الاصطناعي مثلا فقط فنان مكياج محترف وهو الفنان "اسلام عباس" الذي قام وبمفرده بعمل مكياج لأكثر من 30 شخصية منهم (الأستاذ ) الراحل "فؤاد المهندس" والتي قدمها بنفسه داخل العمل.
أما مسك الختام فأود الحديث عن الشخصية الأروع والأقرب إلى قلبي في كل شيء؛ أولا لأنه الشخص الوحيد الذي أعرفه منذ ولادتي يحمل نفس يوم ميلادي وهو (الزعيم) "عادل إمام "ـ والذي لا ينقصه حديثي أنا عنه ـ ثانياً لأن مقدم العمل ومؤدي دوره هو الفنان المبدع المتألق "محمود العزازي" والذي أبدع بحق في تأدية دور الزعيم في ثلاث أعمال مختلفة وهي (الحريف) (الواد سيد الشغال) (شمس الزناتي) حيث تقمص فيهم الفنان كل ملامح الشخصية ظاهريا وجوهريا من حيث المشية وحركات الجسم والوجه لدرجة تتخيل معها وكأنك أمام التلفاز تشاهد أحد أعمال الزعيم وليس على المسرح مع مؤد بارع ومتقمص للدور الى حد الإجرام وهو الذي لاحظته بعد انتهاء العمل عندما تميزت بعمل حوار صحفي معه عن العمل المسرحي والجمهور واندهش الفنان نفسه حينما استوقفته مازحة وقد لاحظت أن تعبيرات وجهه ما زالت تحت تأثير شخصية الزعيم وهي سمة من سمات التميز والإختلاف لدى الفنان فمن الصعب أن تدخل في كل تفاصيل الشخصية بهذا العمق وتخرج سريعا ، أعتقد أن الأمر قد يحتاج لبعض الوقت.
أدعوكم/ن جميعا لمشاهدة "نوستالجيا 80/ 90" وركوب آلة الزمن والرجوع قليلا إلى الماضي وأنا أعدكم/ن بالاستمتاع.
ليست هناك تعليقات