العنف المدرسي و تعزيز الامان المجتمعي
بقلم دكتور: يحيى هاشم
شهد المجتمع المصري مؤخرًا واقعة مقلقة تمثلت في التعدي على طالبة في إحدى مدارس التجمع الخامس من زميلاتها امام الجميع دون تدخل لانقاذها بشكل فعال وهو ما أثار غضبًا واسعًا وتساؤلات حول أسباب انتشار مثل هذه السلوكيات السلبية التي تهدد القيم المجتمعية و تدمر النسق القيمي المجتمعي
ان ضعف الوعي المجتمعي بالقيم الأخلاقية يؤدي الى إلى تراجع منظومة القيم المجتمعية و يظهر في بعض الفئات المجتمعية ما يعكس ضعف التوعية الأسرية والمؤسسية بأهمية الاحترام المتبادل وقبول الآخر.
إن العنف أو التعدي غالبًا ما يكون نتيجة تنشئة غير سليمة حيث يتعلم الأبناء ما يرونه في بيئاتهم الأسرية والاجتماعية مع غياب الحوار الأسري ووجود نماذج سلبية يمكن أن يكون سببًا مباشرًا في إنتاج هذه السلوكيات.
كما ان انتشار مشاهد العنف والتنمر في بعض المحتويات الإعلامية ومواقع التواصل قد يساهم في تطبيع هذه السلوكيات ما يجعلها تبدو مقبولة لدى بعض الأفراد في المجتمع
و يشير الحادث إلى أهمية دور المدرسة في تشكيل شخصية الطلاب في حال غياب الرقابة والإرشاد التربوي و قد تتحول البيئة المدرسية إلى مكان لتكريس السلوكيات السلبية احيانا .
تهديد النسق القيمي: تؤدي مثل هذه الوقائع إلى تقويض قيم الاحترام والتسامح و هدم النسق القيمي المجتمعي و تخلق هذه السلوكيات شعورًا بعدم الأمان بين أفراد المجتمع كما يترك الاعتداء أثرًا نفسيًا مدمرًا على الضحية مما يؤثر على ثقتها بنفسها ومستقبلها.
و علينا ان نهتم بسبل الحماية والوقاية المجتمعية لتعزيز التربية الأخلاق و يجب أن يبدأ غرس القيم الأخلاقية من الأسرة مع توفير نماذج إيجابية للأطفال بالاضافة الى إدراج برامج توعية أخلاقية وتربوية في المناهج التعليمية لتعزيز السلوك الإيجابي
مع تشديد الرقابة المدرسية و ضرورة وجود متخصصين نفسيين واجتماعيين داخل المدارس لمتابعة سلوكيات الطلاب مع تشجيع ثقافة الحوار وحل النزاعات بطرق سلمية داخل المدارس.
كما يجب أن يتبنى الإعلام حملات توعية تسلط الضوء على أخطار السلوكيات السلبية على المجتمع بشكل عام.
و كذلك الحد من المحتويات التي تروج للعنف والتنمر و تفعيل القوانين الرادعة و وضع قوانين صارمة تعاقب كل من يثبت تورطه في الاعتداء على الآخرين مع ضمان تطبيق القوانين بعدالة وشفافية لردع السلوكيات المخالفة.
و هناك دور مهم لإشراك المجتمع المدني في دعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز القيم الأخلاقية و إقامة ورش عمل للشباب لزيادة وعيهم بأهمية السلوك الإيجابي وأثره على استقرار المجتمع.
إن واقعة التعدي على طالبة التجمع الخامس ليست مجرد حادثة فردية بل هي مؤشر على تحديات تواجه النسق القيمي في المجتمع و علينا كمجتمع أن نتكاتف بدءًا من الأسرة والمدرسة وصولًا إلى الإعلام والدولة لزرع قيم الاحترام والتسامح بين أفراد المجتمع وتوفير بيئة آمنة لأبنائنا فحماية القيم الأخلاقية ليست مجرد مسؤولية فردية بل هي واجب وطني يعزز استقرار المجتمع ويضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة.

"اللي حصل في مدرسة التجمع الخامس مش مجرد واقعة تنمّر عابرة، دي علامة خطر بتقول إن في خلل حقيقي في منظومة القيم والتربية داخل المجتمع. لما يوصل العنف لمدارس المفروض تكون بيئة أمان وتعليم، يبقى لازم نسأل نفسنا: فين دور الأسرة؟ فين المدرسة؟ وفين الوعي اللي المفروض الإعلام يعززه؟
ردحذفالسكوت على مشاهد زي دي بيخلّيها تتكرر، والعلاج مش بس في العقاب، لكن في إعادة بناء الإنسان من البداية—في الحوار داخل البيت، في التربية على احترام الآخر، وفي تقديم قدوة حقيقية بدل ما الإعلام يصدّر نماذج مشوّهة.
دي مش أزمة جيل صغير، دي أزمة مجتمع محتاج يراجع نفسه قبل ما يفقد قدرته على الإصلاح."
هدى محمد المهدي محمد
ردحذف"مقال عميق ومهم جدًا، يُسلّط الضوء على قضية باتت تؤرق المجتمع بأسره.
العنف المدرسي ليس مجرد سلوك طائش، بل هو انعكاس لأزمة قيم وتربية تحتاج إلى مواجهة شاملة تبدأ من الأسرة ولا تنتهي عند المدرسة والإعلام.
كلمات دكتور يحيى هاشم تذكير لنا جميعًا بأن بناء جيلٍ سليمٍ نفسيًا وأخلاقيًا هو أساس الأمان المجتمعي والاستقرار الحقيقي."