موسم الرياض وصدمة كل عام

 


بقلم:  د. غادة محمد عبد الرحمن 


لم يعد موسم الرياض الذي يقام سنوياً في عاصمة المملكة العربية السعودية، مهرجان للسياحة والترفيه فحسب، بل أصبح أيضاً موسم للمفاجآت الصادمة، والأحداث المثيرة للجدل، وذلك لما تتضمنه فاعلياته من أمور غريبة، وغير متوقعة، نظراً لطبيعة المجتمع العربي بشكل عام، والمجتمع السعودي بشكل خاص.


فبعد ما حدث في موسم الرياض ٢٠٢٢م، وما شهدته المدينة من انتشار العديد من الأشخاص الذين يرتدون ملابس وأقنعة لشخصيات هوليوود المرعبة، وذلك احتفالاً بعيد الهالوين أو عيد الهلع كما يسميه البعض ذو الطابع الغربي، وما حدث كذلك في موسم العام الماضي، من حفلات غنائية، وعروض صاخبة، وذلك تزامناً مع بداية الحرب على غزه، وذبحها من الوريد إلى الوريد، مما أدى إلى انتشار حالة واسعة من الغضب والاستياء بين الشعوب العربية والإسلامية، جاء موسم هذا العام بعدة أحداث صادمة بكل ما تحمله الكلمة من معان، كان أهمها ما تداولته مواقع التواصل الإجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، من صور وفيديوهات لمجسم للكعبة تدور حوله مجموعة من عارضات الأزياء، كإحدى فاعليات الموسم، وهذا ما نفته هيئة مكافحة الإشاعات السعودية، حيث أكدت في بيان لها على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أن ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، هو في الحقيقة مجتزأ من فيديو لحفل أقيم سابقاً، كان يحتوي على أربعة شاشات عرض تفاعلية متصلة بالسقف، وإن لا صحة لوجود مجسم للكعبة المشرفة بين فاعليات موسم الرياض ٢٠٢٤م.


هذا ولم يبرئ النفي السعودي لما اُشيع مؤخراً موسم الرياض أو يخلي ساحته من التجاوزات العديدة التي تتم ضمن فاعلياته، فقد أصبح هذا المهرجان يتضمن العديد من الفاعليات المثيرة والغريبة، التي لم يكن من المتوقع أن تحدث يوماً ما في المملكة السعودية، ذات العادات والتقاليد المحافظة، ومن هذه الفاعليات المثيرة للجدل الحفلات الغنائية الصاخبة، لاسيما حفلات نجوم الغرب وما يحدث فيها من رقص وعري، وغير ذلك من تصرفات لا تتوافق بأي حال من الأحوال مع الطبيعة الخاصة للمملكة السعودية، فهي تحتضن الكعبة المشرفة، والحرمين الشريفين، وقبر رسولنا الكريم ﷺ، وغير ذلك من أماكن مقدسة ذات مكانة عزيزة على نفس كل مسلم ومسلمة، وهذا ما كان يجب أن يراعى ويؤخذ في الاعتبار عند تنظيم فاعليات موسم الرياض.


وأخيراً، نحن لم نطالب بمصادرة حرية الشعب السعودي، أو التدخل في شؤونه الداخلية، بل نطالب بمراعاة مشاعر الأمة الإسلامية، وذلك بالحفاظ على المكانة الروحانية العظيمة لأطهر بقاع الأرض، واحترام حرمتها، وقدسيتها.

ليست هناك تعليقات