وظائف يوم شعبان




 بقلم أ. د علي جمعه 


من وظائف يوم عاشوراء : الصيام لِمَنْ يستطيع، وإن كنت غير قادر على الصيام ، ووسعت على الأسرة، فأنت بذلك قد قمت بسنة التوسعة، يقول سيدنا ﷺ :  (من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته) فسيدنا عبد الله بن المبارك -وهو من السلف الصالح- كان يقول : جربته ستين عاما فوجدته صحيحا. يعني يوسع في عام على أولاده فيوسع الله عليه , ثم يتركه عاما فيجد أن الأمر قد تغير وهناك تضييق ، فيكرر الأمر ليتأكد فيظل الحال كما هو ، ثم يعود فيوسع على أهله وعياله فيجد من الخير والبركة ما الله به عليم . وأنا شخصيا جربته 43 سنة فوجدته صحيحا والحمد لله رب العالمين, وتكون التوسعة بإدخال السرور على أهلك.

والذكر، والدعاء ، وقراءة القرآن أو الاستماع له ، وفعل الخير والصدقات.

ومن أهم هذه الوظائف: اجتماع الأسرة ، واجعلوها فرصة للقاء العائلة.

وقال الدكتور الفاضل عبر صفحته بمواقع التواصل الفيس بوك -؛ كان شيخنا الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى رحمه الله تعالى، عندما يُسْئَل عن كيف نحتفل بعاشورا، ونحتفل بالمولد النبوي، ونحتفل ببداية السنة الهجرية، ونحتفل ... فكان يقول: نحن في عصر انشغل الناس فيه، فمثل هذه الومضات، تجعل الحياة تضيء، فتجعل بينك وبين الإسلام علاقة، في الثقافة. فهذه المناسبات تجعل الناس تحيا في ظلال الإسلام . هُوِية الإسلام .

فَهْم مشايخنا رحمهم الله تعالى أننا يجب أن نهتم بالمناسبات التي تجعلنا مرتبطين بِالْهُوِية، وأن نقوم بها كما فعلها رسول الله ﷺ ، وأن نراعي تغير الزمان والمكان، وأن نستحضر، ونحيي الوظائف في هذه الأيام، فنخرج بفوائدها، وهناك أسرار كثيرة لا نعرفها، ولكن إذا ما نحن اتبعنا الشريعة، وصلينا في مواقيتنا، وصليناها كما قال سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام ، سنتعرض لنفحات كثيرة، من أهمها : الهدوء النفسي، الطمأنينة، السعادة، الرضا والتسليم، الأمل، والهمة.

صوموا يوم عاشوراء، وَمَنْ لم يستطع أن يصم، فعليه بالذكر، والدعاء، والقرآن، قراءةً أو استماعًا، ووسعوا على عيالكم، واجتمعوا حول مائدة واحدة، حتى نصل الرحم، وحتى نطبق بركة سيدنا رسول الله ﷺ. كل عام وأنتم بخير.

أ.د. #علي_جمعة

هناك تعليق واحد:

  1. يارا حسن محمد محمد

    "مقال رائع وعميق من فضيلة الدكتور علي جمعة، يجمع بين الحكمة الدينية والفكر المستنير، ويُبرز المعاني السامية في إحياء يوم عاشوراء وسائر المناسبات الإسلامية. لقد أحسن فضيلته في توضيح أن هذه الأيام المباركة ليست مجرد طقوس نؤديها، بل هي مواقف تُجدد فينا معاني الإيمان، والرحمة، والتكافل، وتُعيد إلى الأذهان ارتباطنا بهُوية الإسلام ومقاصده العظيمة. فكم نحتاج إلى مثل هذه التوجيهات التي تُعيد للقلوب صفاءها، وللأمة وحدتها، وتدفعنا إلى التأمل في سنن نبينا الكريم ﷺ والسير على هديه. جزى الله الدكتور علي جمعة خير الجزاء، ونفع بعلمه الأمة."

    ردحذف