الشخ محمد حسن النادي صاحب الحنجرة الذهبية والصوت الشجي الندي

 في ذكراه ال٦٣

 الشيخ محمد حسن النادي الذي اعتمد في الاذاعة بامر من الملك فاروق


ولد كفيفا فحزنت اسرته... وجاءت البشارة من جده الأكبر بأنه سيكون له شأن


تربي في أسرة قرانية... صوفية المنبع من اشراف الشرقية

حفظ القرآن في سن السادسة بأحكامه وارقام الصفحات

كان عاشقا للشيخ مصطفى اسماعيل ومحمد رفعت

كان عضو بمجلس إدارة معهد الموسيقى العربية

يعتبر أول قارئ بعد الشيخ / محمد رفعت يقرأ على الهواء مباشرة قبل اعتماده بالإذاعة


مات النادي  صغيرا عن عمر 38 عاما.. وترك تراث يجمع بين القرآن والإنشاد الديني

الشيخ عبد الرؤوف النادي : شقيقي لم ياخذ حقه إعلاميا بالرغم من انه كان مبدعات وصاحب صوت مميز 





كتبت سلوى عثمان 

انه  الفريد في  دهره ووحيد عصره فضيلة الشيخ محمد حسن النادي الذي وهبه الله جمالا في الصوت وحسناً في الأداء وجودة في التلاوة وعلوم القراءات وعلوم النعم والمقامات مع المحافظة على الأحكام ومخارج الحروف وآداب وخلق القرآن الكريم والوقف والابتداء 




ميلاده


يقول شقيقه الأصغر الشيخ عبد الرؤوف النادي عضو نقابة القراء ومحكم دولي ان 

 الشيخ محمد حسن النادي ولد بقرية بندف مركز منيا القمح محافظة الشرقية في يوم السبت الموافق 7 من إبريل ۱۹۲۳ ميلادياً و الموافق ٢٠ من شعبان ١٣٤١ هجريا من أسرة معروفة بالسادة الأشراف بالشرقية " عائلة النادي " نشأ وترعرع في بيت القرآن الكريم من أسرة قرآنية من السادة أشراف الشرقية ينتهي نسبهم الى الامام الحسين رضي الله عنه .




أسرة معروفة بالقرآن صوفية الوالد والأعمام " أباً عن جد " قراء وعلماء ، وجده العالم الجليل الشيخ / حسن النادي حمله بين ذراعيه . بعد الولادة مباشرة وأذن في أذنيه، وتلى آيات من القرآن وقال : ولدنا هذا من أهل القرآن وسيسمع العالم كله صوته وينتشر صيته في كل بيت .

وبورك به جده عن والدته العالم الجليل الشيخ / محمد مصطفي الزهار ، من هيئة كبار علماء الأزهر الشريف ..

رحلته مع القرآن الكريم :

في الرابعة من عمره كانت البداية من كتاب القرية حيث أنها طبيعة الأسرة حرصها على التمسك بالدين وحفظ القرآن حيث الطبيعة

الصوفية وكانت هذه هي العتبة الأولى والأساس نحو مدارج الشيخ / محمد حسن النادي بالكتاب فقد أتم ختم وحفظ القرآن الكريم بأحكامه وعدد سوره وعدد آياته وأرقام الآيات وأرقام صفحات المصحف وحين يسأله أحد عن آية من آيات القرآن فسريعاً ما يجيبه عن موضع الآية

ورقمها في السورة . وكان ذلك على يد الشيخ / على ابراهيم صقر .

وقد أتم حفظ القرآن الكريم وهو في السادسة من عمره فقال عنه الشيخ / على ابراهيم صقر : ( أنه قارئ نبغه وقلته من فلتات الزمان ) وعندما سئل لماذا قلت هذه المقولة ؟ أجاب : أنني كلما قرأت له آية مرة واحدة لا أكررها فأرى هذا الشيخ الصغير يكررها مرة أخرى ببراعة وبفطرة نقية طاهرة . إن دل ذلك يدل على أنه من نسل طيب وطاهر

انتقل بعدها إلى قرية التلين التي تبعد عن قرية بندف أربعة كيلو متر . وذلك ليتلقى علوم التجويد والقراءات العشر الكبرى والصغرى ، على يد الشيخ / إبراهيم بكر معلم القراءات ، وكان يذهب إليه صباحاً ومساءاً بالقرية وكان يعود يراجع مع الشيخ عوض خاطر وعمه الشيخ / أحمد حسن النادي .

وقد أتم علوم القراءات العشر الكبرى والصغرى وأجاد تلاوة القرآن برواياته المتعددة " رواية حفص عن عاصم ، ورواية ورش عن نافع ، إلى قالون إلى رواية الدرى عن أبي عمر البصري .

وفى سن التاسعة من عمره اعتلى دكة القراءة مع أكابر القراء حينذاك فمنهم شيخه ومعلمه الشيخ / عوض خاطر، والشيخ / حسين عجاج والشيخ / إسماعيل حوايج ، والشيخ / على على عوض ، وهم من قراء القرية أنذاك . وقد داوم على قراءة القرآن يوم الجمعة بمسجد

القرية فكان يلتف حوله من كل صوب وحدب يأتون ويتمتعون بصوته العنب الجميل حتى ذاع صيته في القرى المجاورة وانهالت عليه الدعوات لإحياء ليالى العزاء والاحتفالات الدينية سواء في مولد النبي

أو غيرها .

وقد تربى في ساحة وضريح جده العارف بالله سيدى الشيخ / حسن النادي فأجاد الإنشاد الديني وبرع فيه كأكابر المنشدين ، وقد كان يشارك في الحضرة الأسبوعية ويشارك في المولد النبوى السنوى بالقراءة والإنشاد الديني .

وفي سن الحادية عشرة من عمره افتتحت الاذاعة المصرية عام ١٩٣٤ م ، وقد داوم على سماع قراء الإذاعة أمثال الشيخ على محمود ، والشيخ / محمد رفعت ، وذلك من خلال الراديو (المذياع ) وقد تأثر بهم وينشد معهم ويقرأ ويجيد معهم بصوته العذب الرنان . فأثر ذلك في مسامع من حوله وكل من يسمعه ، وبدأت تنهال عليه الدعوات فأحضر إليه والده الزى الرسمى للقراء من الجبة والقفطان والعمة ) وشيئا فشيئاً ذاع صيته في كل القرى ثم المراكز المجاورة ثم المحافظة وأصبح من المعروفين في قراءة القرآن والإنشاد الديني حتى مدن القناة . وقد قرأ بكل جرأة وقوة وتمكن مع كثير من كبار القراء المشهورين حينذاك أمثال الشيخ / العقلة من مدينة طنطا والشيخ / محمد عكاشة والشيخ / محمد سلامة والشيخ منصور بدار والشيخ طه كيروا ، وكل هؤلاء عانقوه وأحبوه رغم صغر سنه ، تربع على عرش التلاوة والتواشيح الدينيه في هذه العصر ) عصر عمالقة قراء القرآن الكريم )
وقد حفر اسمه بالنور بجوار هؤلاء العباقرة من القراء المشهورين وعرف اسمه بينهم وأصبح اسمه مؤلوفاً جذابا للقلوب لكل من يسمعه . وفي الثامنة عشرة من عمره طلب باسمه بدعوه من خاله شقيق والدته السيد افندي الزهار

أن يشارك في إحياء ليلة بتلاوة القرآن من خلال خاله وذلك في الإسكندرية .

وعندما أجاد التلاوة والإنشاد الديني وانجذبت إليه القلوب شاغفة مشتاقة لسماع صوته العذب تمسكوا وأعجبوا به وذاع صيته بالإسكندرية فاضطرت الأسرة أن ترافقه إلى الإسكندرية ومن هنا داوم إحياء الليالي بالقرآن الكريم والإنشاد الديني والإبتهالات ومن هنا اشتهر في إحياء قراء الإسكندرية .

وقد عين مقرناً بمسجد سيدى ( المرسى أبو العباس ) التابع لمديرية الأوقاف بالإسكندرية ومنها اعتمد في إذاعة إسكندرية المحلية

فكان مثله الأعلى في هذا الوقت هو فضيلة الشيخ / مصطفى إسماعيل .

وفي الرابعة والعشرين من عمره عام ١٩٤٨ ميلادياً قدر الله أن يقرأ القرآن يوم الجمعة على الهواء مباشرة على موجات الإذاعة المصرية بترشيح وبأمر فضيلة الشيخ / مصطفى إسماعيل وكان ذلك أمام الملك فاروق ، فقرأ وأجاد وأبدع فاستحسنه الملك فاروق وأعجب بصوته هو وجميع الحاضرين ، وكانت القراءة حوالى ( ٤٥ دقيقة ) فأعطته الفرصة إلى أن يجيد ويبدع وخصوصا أنه كان يحاكي شيخه المحبوب ومثله الأعلى في القراءة فضيلة الشيخ / مصطفى إسماعيل ثم الشيخ /

رفعت .

وقد أثنى عليه الملك فاروق وحاشيته وكان ذلك سببا في اعتماده قارنا بالإذاعة المصرية بأمر من الملك فاروق شخصيا تقديرا له ولصوته العذب الطاهر .

فكان رحمة الله عليه صوته العذب النقى الطاهر يجلجل القلوب ويهز المشاعر ويستشعر المستمع كل معنى يقرأه فيعيشه بأذنه وقلبه من هذا الصوت الشجى القوى المؤثر فيدخل القلوب فينعشها ويمتعها بجمال القرآن الكريم .

وقد أقر شيخنا الشيخ / محمد حسن النادى بفضل دولة القراء والتلاوة والشكر إلى صاحب الفضيلة الشيخ / مصطفى إسماعيل رحمة الله عليه وذلك لسعيه له في القراءة في القصر الملكي بتلاوة القرآن ونجد أن الشيخ / مصطفى إسماعيل لم يبد أى غضاضة من تعيين ابنه المحبوب إلى قلبه الشيخ / محمد حسن النادي

وقد استضاف الشيخ / مصطفى إسماعيل بعد صلاة الجمعة إلى مسكنه ليسعد باستقباله وباستضافته، ومن هنا قويت العلاقة بينهما بعد ذلك واعتبره كابنه

ويعتبر أول قارئ بعد الشيخ / محمد رفعت يقرأ على الهواء مباشرة قبل اعتماده بالإذاعة المصرية وأول قارئ يعتمد من الإذاعة المصرية من قراء محافظة الشرقية ، ولما أذيعت له قراءة القرآن الكريم في الجمعة على الهواء مباشرة وقد سمعه أهل قريته ببندف موطنه الأصلي بالشرقية فرحت القرية واحتفلت بتلك المناسبة وأقيمت الأفراح ودقت الطبول فقد كانت فرحتهم بشيخهم فرحة عارمة ، وذلك لحبهم الشديد له ، وافتخارهم بشيخهم الجليل .

لكنه لم ينس أهل قريته فعندما يدعونه في مناسبة ما في أي وقت كان ملبياً على الفور يحيى المأتم بالقرية لغنيهم وفقيرهم بدون أجر .

لقد كان حبه ووفائه لأهل قريته يظهر في الأعياد والمناسبات خاصة ، وذلك من خلال احتفاله معهم في الأعياد مهنئاً ومشاركاً فرحتهم فنجده في الأعياد بعد أن يصلى صلاة العيد بالإذاعة من مسجد سيدنا الحسين يسرع لقريته ليقضى العيد وسط أهله أحبابه في القرية .
قبل دخوله الاذاعة المصرية كان يقوم على إحياء سهرة شهر. رمضان بتلاوة القرآن وذلك داخل قصر / عدلي باشا الملوم بصعيدمصر حتى ثورة يوليو ١٩٥٣

وبعد مرور الأيام والسنين انتقل إلى القاهرة عام ١٩٥٠م وقد اتخذ سكناً بشارع سمعان بشبرا مصر بجوار مسجد الخازندار وكان يقرأ في مسجد عمر مكرم .

وبعد سنة انتقل مسجد القاضي يحيى ثم مسجد السيدة نفيسة و خلفاًالشيخ / زكي شرف وذلك بعد مرض الشيخ زكى .

وقد استقر بها وذاعت شهرته داخل القاهرة .

لقد حدث شئ جديد أثر في شيخنا حيث أنه حضر عزاء والد الفنان "

محمد قنديل " بشارع عبد العزيز وقد التقى بالشيخ / زكريا أحمد وسمعه في العزاء وأعجب به كثيراً هو ومن معه من كبار الملحنين ، فبعد انتهاء العزاء اصطحبه الشيخ زكريا معه وأخذه إلى المنزل وتبادلوا معا

التواشيح الدينية . ومن هنا ساعده الشيخ / زكريا لدخول المعهد العالي للموسيقى

العربية ، واستجاب للدراسة واستساغها حتى أنه نجح بتفوق وامتياز ، وقد تعلم العزف على العود والكمان والقانون وأخذ يتدرج في المناصب في المعهد حتى وصل إلى عضوية مجلس إدارة المعهد .

زامل كبار الملحنين وعلى رأسهم الشيخ / زكريا أحمد وقد سجلت له حفلات من داخل المعهد رحمة الله عليه .
أستاذ القراءة والابتهال الشيخ محمد حسن النادي رحمه الله جمع إذاعيا بين القراءة والابتهال لينضم إلى كوكبة مصطفاة من المشايخ الذين تم اعتمادهم إذاعيا كقراء ومبتهلين معا وبعض هؤلاء غلبت عليه القراءة كالشيخ كامل يوسف البهتيمي وبعضهم غلبت عليه الابتهالات والإنشاد كالمشايخ محمد الطوخي وسيد عطية ندا وكامل نوار ، والبعض الثالث توازن بين المجالين وأجاد فيهما جميعا كالمشايخ علي محمود وطه الفشني ومحمد النادي . ومن الطرائف التي لم تتكرر في تاريخ الإذاعة المصرية أن الشيخين الفشني والنادي بالذات كانا يتبادلان الأدوار في فجر ليالي شهر رمضان بالإذاعة المنقولة بثا مباشرا في أواخر خمسينيات القرن الماضي ومطلع الستينيات حيث كان الشيخ الفشني يجلس للتلاوة مرة ويبتهل الشيخ النادي ؛ ثم في مرة أخرى يجلس الشيخ النادي للقراءة ويبتهل الشيخ الفشني ومن ارشيف الصحف القديمه اختارت لكم هذا الخبر القديم جدا حيث يقراء الشيخ محمد حسن النادي قرآن الصباح علي الشبكه الرئيسية للبرنامج العام ٢٩-٨- ١٩٦٠ الموافق السابع من شهر ربيع الأول ولاحظو كان يسبق قرآن الصباح ابتهالات العملاقين الانشاد الشيخين اسماعيل سكر ومحمد الفيومي ثم تقدمة التلاوه من العالم الجليل دكتور محمد عبد الله دراز فيالها من ايام رحمهم الله رحمه واسمعه واسكنهم فسيح جناته وجزاه الله عنا خير جزاء لما قدمه من عطاء في خدمة كتاب الله الكريم .

وفى سنة ١٩٥٤م أعلنت الإذاعة المصرية عن مسابقة للمبتهلين . فقدم فيها شيخنا الجليل / محمد حسن النادي مبتهلاً ، وقد نجح فيها بامتياز واصبح معتمداً بالإذاعة المصرية قارناً ومبتهلاً .

وكان ثالث الثلاثة وهم ( الشيخ / على محمود ، والشيخ طه الفشني ، الشيخ محمد حسن النادى ( فكانوا قراء ومبتهلين في الإذاعة

المصرية .

وقد كان له رصيد من الإبتهالات المسجلة والحفلات القرآنية المسجلة أيضاً في الإذاعة المصرية هذا غير التواشيح والأدعية ومنها توشيح ) تجلى مولد الهادي ) ، وتوشيح ( بمولد أحمد ) ، وتوشيح ( النور قد

ضاء لنا واستنار ) وغيرها كثير من التواشيح .

غير أنه ترك عدد من الإنشاد بمصاحبة الموسيقى والبطانة بالإذاعة المصرية وترك ايضاً حفلات مسجله بالمعهد العالي للموسيقى العربيه بمصاحبة كبار الملحنين منها الموال اللذي شهر به الليل يطول يا قمر

ودور انت فاهم للشيخ / ذكريا احمد ودور هلت ليالي الفرح وأدوار كثيره وأناشيد يدنيه .

وعلى رأسهم الشيخ طه الفشنى وبطانته فكان هذا أعظم شرف القرية

بندف ومحافظة الشرقية .

وقد سافر الشيخ / محمد حسن النادى إلى جميع الدول العربية ومنها سوريا وتونس ولبنان وله تسجيلات بالإذاعة السورية والبنانية وغيرها

من الدول العربية وأيضاً سافر إلى بعض الدول الأوربية .

وقد حرصت كثير من البلدان على أن يحضر إليهم فضيلة الشيخ محمد حسن النادي ويحيى ليالي رمضان المعظم بتلاوة القرآن والتواشيح الدينية والابتهالات ؛ حباً له وتقديراً لموهبته وإبداعه في القراءة والتواشيح والابتهالات .

وقد حضر الشيخ معاهدة ١٩٣٦ وحرب ١٩٤٨ وثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢ كما افتتح حفل المنشية عام ١٩٥٤ والتي كانت به محاولة اغتيال الرئيس الراحل / جمال عبد الناصر ، وحضر أيضا العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦

وفاته

وجاء اليوم المشهود يوم الخميس الساعة الحادية عشرة صباحاً الموافق ١٩٦١/٦/١ ميلادياً والموافق ١٦ من ذي الحجه عام ١٣٨٠ هجرياً فقد كان اليوم مشرقاً صافياً مضيئاً يشهد على عظمة هذا الشيخ الجليل العظيم ، وفجأة دون سابق إنذار تبدل الجو وغيمت السماء رغم أننا في وضح النهار يسكت وينصت كل أفراد الأسرة وهو يجلس بينهم ينظرون إليه وإذا به يتمتم ببعض آيات من القرآن الكريم ثم ينطق بعدها الشهادة







ليست هناك تعليقات