في ذكراه حكايتي مع ثعلب المخابرات الفنان سمير الاسكندراني

  



 بقلم أحمد سمير سليمان


في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات رحل عن دنيانا و انتقل إلي رحمة الله تعالي إنه المصري الوطني الفنان القدير الأخ الكبير والصديق سمير الإسكندراني رحمه الله وأدخله فسيح جناته وجعل قبرة روضة من رياض الجنة .

وأود أن أروي قصتي معه كونه كان  صديقا وأخا أكبر  بل رمز وطني من رموز الوطن ، لذا لن تمر علي  ذكرى وفاة الفنان القدير سمير الإسكندراتي مرورا هينا ، حيث أن  له بصمة خاصة في حياتي و ذكرى عزيزة لن يمحوها الزمان ستظل في وجداني.

ففي منزله   في شارع طلعت حرب وسط القاهرة ألتقينا ، حيث ذهبت إليه بصفته الوطنية قبل كونه فنانا عظيما أمتعنا بأجمل أغانيه الوطنية "يا اللي عاش حبك يعلم كل جيل من بعد جيل ياللي علمتينا دايما نلغي كلمة مستحيل يا بلدي يا يا بلدي يا بلدي يا يا بلدي يا مصر " .

يومها دار بيني وبينه حوارا طويلا وطنيا ،  و كنا في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 ، و طلبت منه السفر معي  إلي جولة أوربية في الخارج لنقيم مؤتمر وحفل كبير في كبري العواصم الأوربية  ، كرسالة وطنية للتأكيد علي أن ما حدث في مصر ثورة شعبية حقيقية وليس إنقلاب كما يدعي تجار الدين  ، و نعرض فيه cd لفض رابعة سلميا ، وان نقيم حفلا   وطنيا  يشدو فيه بأجمل  أغانيه الوطنية .

وبمجرد أن أكملت كلامي كان جوابه علي الفور :"أنا معك دون قيد أو شرط.. دي مصر يا أحمد"، مؤكدا إعجابه بالفكرة  و الكلام ، وأذكر أنه خاطبني مداعبأ  :" إسمك أحمد سمير وانا سمير إذا انت من اليوم ابني "، وقال لي:" هي دي مصر وأولاد مصر ..  إن شاب في سنك مقيم في الخارج وأحد طيور مصر المهاجرة يفكر في جولة مثل هذه لدعم مصر وخاصة في الخارج وتحديدا في أوروبا و في هذا التوقيت الصعب الذي يتابع فيه العالم اجمع ثورة 30 يونيو التي نجحنا فيها منذ أيام.. يؤكد أن هي دي مصر وهؤلاء هم ابنائها" . 

وقتها أجبته :" هذا واجبي تجاه وطني فمصر بحاجة إلي كل أبنائها المخلصين مصريين بالداخل ومصريين بالخارج مسلمين و أقباط لنبني وطنٔا و ندافع عنه حتي نصل به إلي بر الأمان .. هذا دورنا الحقيقي الأن".

 عقب سماعه لإجابتي إرتسمت علي وجهه إبتسامة الرضا والفخر بما سمع وقال لي :" هحكيلك حكايتي وانا شاب مثلك".

و بالفعل قبل مغادرتي منزلة بشارع طلعت حرب أخذ  يروي لي تاريخه الحافل وبطولاته ، حيث أن سمير الإسكندراني ليس فنانا فحسب بل أن سمير الاسكندراني هو ثعلب المخابرات المصرية ، وعمله مع المخابرات المصرية كان مرحلة فارقة فى حياته وحاول أحد الإسرائيليين تجنيده أثناء دراسته فى إيطاليا ، وساهم الاسكندراني فى إسقاط 6 شبكات تجسس إسرائيلية فى مصر ، و كان متفتحا ومثقفًا يجيد 5 لغات ويحب الرقص والفن واللغات وكانت إيطاليا مثل غيرها من الدول الأوروبية في ذلك الوقت  مليئة بعملاء الموساد الإسرائيلي الذين يبحثون عن عملاء عرب ومصريين للتجنيد لصالحهم فركز عملاء الموساد على سمير الإسكندرانى للإيقاع به عن طريق زميل له  تقرب منه لكن سرعان ما تسرب الشك إلى الفنان من تصرفات الشاب المريبة خاصة بعدما عرف بجواز سفره الأمريكي، رغم ادعاء الشاب أنه عربي وتوطدت أواصر الصداقة بينه وبين الأستاذ سمير وأخبره انه يعقد بعض الصفقات التجارية التى تتطلب سرعة التحرك و السرية فقرر الأستاذ سمير الإسكندرانى أن يراوغ سليم صديقه حتى يعرف ما يخفيه و أوهمه أن جده الأكبر كان يهوديا وأسلم ليتزوج جدته ولكن أحدا لم ينسي أصله اليهودى وأنه أكثر ميلا لجذوره اليهودية منها عن المصرية وسقط سليم فى فخ الثعلب الأستاذ سمير  و إندفع يقول أنا أيضا لست عربيا يا سمير أنا يهودى وبدأ الأستاذ سمير الإسكندرانى تدريباته على الحبر السرى والتمييز بين الرتب العسكرية ورسم الكبارى والمواقع العسكرية وطلب منه التطوع فى الجيش عند عودته إلى مصر بمقابل مادى كبير وأخبر سمير الاسكندرانى شقيقه بالأمر وسأله الكتمان وطلب منه السفر إلى مصر والذهاب إلى المخابرات العامة، ليروى لها كل ما لديه وأصر الأستاذ سمير الاسكندرانى على ألا يبلغ ما لديه إلا للرئيس جمال عبد الناصر شخصيا وبالفعل استمع الرئيس فى اهتمام شديد الى القصة التى رواها الأستاذ سمير ومن هذة اللحظة بدأ الأستاذ سمير عملة  لحساب المخابرات المصرية وتحت إشراف صقور مصر الذين بدأوا يدربونه على أساليب وطرق التلاعب بخبراء الموساد حتى تمكن من إسقاط شبكات التجسس داخل مصر .

ودعاه الزعيم جمال عبد الناصر ليكرمه على وطنيته وتفانيه في حب مصر ،  وأطلقوا عليه فى جهازى المخابرات المصرى والإسرائيلى، عندما تسبب نجاحه فى استقالة مدير المخابرات الإسرائيلية هرطابي لقب "الثعلب المخابراتي" .

وعاد معي قبل مغادراتي منزله بطلعت حرب لينسق معي والاستاذ الفنان أشرف عوض الله السفر إلي النمسا (فيينا ) .صحبنا في هذة الجولة إلي الخارج تحديدا إلي العاصمة النمساوية فيينا زميله ومرافقه الفنان الاستاذ اشرف عوض الله ، وأيضا الفنانة شروق الصباغ ، وتواصلت مع معالي الوزير الوطني محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ليصحبنا في هذه الرحلة الي دولة النمسا ثم إلي دولة ألمانيا فلبي الدعوة أيضا علي الفور من أجل مصر ، وكذلك الدكتور حسني صابر وتم التنسيق مع الدكتور حسن موسي في فيينا والاستاذ كمال عبد النور والسادة الأفاضل أعضاء الإتحاد العام للمصريين بالنمسا ، و الاستاذ أحمد الصادي والاستاذ أحمد الشرقاوي والأستاذ زكريا جمعه وباقي الأعضاء .

رحمك الله يا رمز الفن والوطنية لن أنساك طيب الله ثراك.
















ليست هناك تعليقات