الراحمون يرحمهم الرحمن)

 


بقلم الدكتورة نبوية عبد الصمد رمضان 


(الراحمون يرحمهم الرحمن)

لكل من فى بيته مريض أو مريضة انتبهوا جيدا لهم، 

المرضى ليسوا فى حاجة إلى العلاج فقط، ولكن مهم جدا أن ننتبه لنفسيتهم ولدعمهم نفسيا.

وليعلم كل من له مريض أن المرض ابتلاء، ولكنه ليس للمريض فقط وإنما هو لمن حوله أيضا من أهل وأصدقاء وجيران ومعارف ولا ننسى (الحديث القدسي) يقول الله -عزَّ وجلَّ- يوم القيامة: (يا ابن آدم مرضتُ فلم تَعُدني. قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أمَا علمتَ أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عُدته لوجدتني عنده؟)، وهذا فى عيادة المريض والتخفيف عنه وزيارته ما بالكم بمن يقومون على رعايته والعناية به؟!

ونركز على التغذية أيضا لأن المريض في وقت المرض وخصوصا لو أمراض مزمنة أو فى حالة كبار السن يحتاجون إلى التركيز معهم والكثير منا يركز فقط على العلاج وينسى الحالة النفسية، وينسى التغذية السليمة، فى حين أن هذا لا يقل أهمية عن العلاج الطبى.

 ومن الممكن أن الضغط النفسى والمادى على أهل المرضى يجعلهم هم أيضا يحتاجون أن ندعمهم نفسيا ونتكلم معهم عن مراحل تطور المرض ونعلي الوعي عندهم، وأنهم أحيانا يحتاجون إلى استشارة طبيب نفسي سواء لهم أو للمريض نفسه، وهذا ليس عيبا؛ لأنه يوجد أمراض يحتاج المرضى فيها إلى الطبيب النفسى، سواء بالذهاب إلى العيادة أو تليفونيا؛ ليستطيعوا تحمل مرضاهم وأغلب المستشفيات 

فيها قسم الدعم النفسى وخصوصا التى تعالج المسنين أو مرضى السرطان أو أى أمراض مزمنة، ويستمر العلاج لفترات طويلة

مع الأسف هناك الكثير من ذوى أهل المرضى فاهمين أنهم عندما يدفعون الأموال لمرضاهم أو يضعونهم فى مستشفى غالى الثمن، فهم بذلك يكونون بارِّين بهم وعملوا الواجب ناحيتهم، ونسوا أو تناسو أن الحالة النفسيهدة والغذاء السليم ضمن أولويات العلاج. 

وجودكم بجانب المريض والتخفيف عنه يفرق معه كثيرا، فهذا يعلي عنده هرمون السعادة، ويشعر أنكم تحبونه وتتمنون وجوده، ولا تريدونه أن يموت لتتخلصوا من عبئه.

لان المريض يكون فى حالة نفسية صعبة مع المرض والآلام، فيحتاج إلى من يخفف عنه ذلك، وطبعا لو صدر من الناس التى يحبهم سواء أهله أو أصدقائه 

سيكون له أثر طيب، وهذا يرفع عنده المناعة، فيتحمل المرض ويستطيع ذلك أن يعجل بشفائه.

هل تعلمون لماذا أكتب هذا الكلام؟

واللهِ أكتبه بدموع عيونى ووجع فى قلبى 

من خلال ماشاهدت وسمعت فى الفترات الماضية من مرضى ومايعانونه من ذويهم 

ومنهم من مات كمدا.

طبعا الأعمار بيد الله، ولكل أجَل كتاب ولكن وجب التنبيه لعل رسالتى يكون لها أثر طيب.

اللهم اجعل ما كتبته يصل إلى قلوب الطيبين من عبادك فينتبهون قبل فوات الأوان، وعندها لن ينفع هذا البكاءُ ذويهم. 

هذا: وبالله التوفيق،وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد.

ليست هناك تعليقات