يوم عرفه وقانون الإطفاء الالهي2



بقلم الدكتور محمد المنسي                        

من قوانين الله تعالي في الخلق ان يصطفي(يختار) ما يشاء ، مماخلقه :زمانا ومكانا وبشرا . وذلك الاصطفاء يدخل في دائرة القدرة الإلهية المطلقة في الخلق والتصرف ، طبقا لما ورد في قوله تعالي :

(وربك يخلق ما يشاء ويختار)

لأن الخلق والتصرف من أوضح دلائل القدرة الإلهية ومن بعض تجليات اسمه تعالي (الملك) ، 

حيث يكون للمالك الحق في أن يتصرف في ملكه ، كيفما يشاء ، وقتما يشاء ، ولمن يشاء ،علي نحو ماورد في قوله تعالي :

(قل اللهم مالك الملك :

تؤتي الملك من تشاء 

وتنزع الملك ممن تشاء 

وتعز من تشاء 

وتذل من تشاء 

بيدك الخير 

انك علي كل شيئ قدير

تولج الليل في النهار 

 وتولج النهار في الليل 

وتخرج الحي من الميت

 وتخرج الميت من الحي 

وترزق من تشاء بغير حساب)

                      -2-

والاصطفاء معناه أن الله تعالي يخص من يصطفيه بخصائص لاتوجد في غيره (يقوي ذلك المعني اللغوي للاصطفاء ، فهو من الصفاء والسلامة من الشوائب والنقائص التي توجد في غيره)

والاما كان هناك معني لاصطفائه ، بحيث يكون (المصطفي) في هذه الحالة :زمانا أو مكانا أو بشرا في غاية الاكتمال والنقاء ، وذلك حتي يفيض علي غيره من الخلائق بالوان من الخيرات الظاهرة والباطنة ، المعلنة والخفية ، الحسية والمعنوية.

                     - 3 -

وسوف يبدو لنا بعد دراسة هذا القانون (الاصطفاء)أنه أحد القواعد التي تأسس عليها الكون 

من بداية الخلق والتكوين ، لأداء دور تاريخي في حياة البشر ، ينسجم مع الدور الذي يقوم به الكون نفسه ، في تحقيق العبودية لله تعالي وحده ، و إعادة الحياة والاحياء إلي الوضعية الأولي التي خلقها الله وأرتضاها لعباده ، بعد أن قادها الفساد والتلوث إلي الخروج علي 

الفطرة السوية ، والهبوط عن المرتبة والمكانة التي تليق بالإنسان الذي اصطفاه الله 

لمنصب الخلافة والعمران .


ليست هناك تعليقات