سلسلة_الفتاوى_والاستفسارات
السؤال :عندي ثلاثة من الأولاد أنفقت عليهم في مراحل التعليم المختلفة، وساعدت اثنين منهم في نفقات الزواج، وأنا الآن أساعد الابن الثالث في زواجه، وقد زادت نفقات زواجه عن أخويه بسبب اختلاف الأسعار .
وسؤالي: هل يجب على شرعًا أن أعوض أخويه حتى يتساووا جميعًا في درجة الانفاق عليهم؟
الجواب المختصر:
لا يجب عليك أن تعوض ولديك بشيء،لأن الانفاق أو الصرف على الأولاد يكون حسبَ حاجة كل واحد منهم وحَسبَ قدرتك المالية، وما دمت لم تقصد التمييز بينهم ، فإنه لا يضر تفاوتُ الحاجات، واختلاف النفقات بينهم.
لكنك إذا أردت أن تعطي أولادك شيئًا من المال أو المتاع أو ما يعرف في الشرع بالعطية أو الهبة، فيجب عليك أن تعدل بينهم لقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- :"اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم، إلا إذا كان هناك مبرر معتبر لأن تخصّ أحدهم بشيء زيادة عن اخوته، كما لو كان مريضًا أو عاجزًا أو أنه اسهم معك- دون إخوته– في تكوين مالك وثروتك.
الجواب المفصل :
فإن من محاسن الشريعة الإسلامية ومكارمها أنها ألزمت الآباء بالإنفاق على أبنائهم بشرطين : الأول هو أن الابن يكون صغيرًا أو كبيرًا عاجزًا عن الكسب لمرض أو عاهة تمنعه من العمل أو الكسب، أو يكون الابن قادرًا على العمل والكسب ولكن كسبه لا يكفي لنفقته.
أما الشرط الثاني: فهو أن يكون الأب قادرًا على الإنفاق ، ومن هنا فإن الأب يجب عليه الإنفاق على أبنائه طالما كانوا في مراحل التعليم أو أصاب أحدهم المرض ولا يستطيع أن يعالج نفسه.
أما الزواج فلا يجب على الأب شرعًا أن يزوج ابنه، لكن لو احتاج الابن إلى ان يساعده ابوه في زواجه، فلا مانع من ذلك شرعًا ولكن لا يلزمه أن يعطي لباقي أبنائه مثلما أعطى لأخيهم الأكبر، ولكن الذي يلزمه أن يساعد باقي أبنائه في الزواج، كما ساعد الأول بحسب ظروف كل منهم، دون أن يكون ملزمًا أن يعوض من تقدم في الزواج بما يتساوى مع من تأخر.
أما إذا أراد الأب أن يعطي أولاده شيئًا من أمواله في حياته على سبيل الهبة أو العطية، فإن المطلوب منه شرعًا أن يحقق العدل لا التسوية بأن يعطي للجميع، ولا يمنع أحدًا ، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم- للنعمان بن بشير- بعد أن وهب أحد أبنائه شيئًا فقال له : ألك ولد سوى هذا فقال : نعم
فقال : أكلهم وهبت له مثل هذا قال : لا ، قال : لا أشهد على جور
ولا شك أن الشريعة ترمي من وراء ذلك إلى المحافظة على تماسك الأسرة وإقامة صلة الرحم بين أفرادها، وسد الطريق أمام نشوب النزاعات والخلافات بين أفرادها.
#د_محمد_قاسم_المنسي#

ليست هناك تعليقات