الحسد آفة المجتمعات 2
كانت بلادنا_ في عهد لم يكن بالبعيد _تنعم بالمحبة وحب الخير للغير علي الرغم من قلة التعليم وقتها أما في الآونة الأخيرة ومع الطفرة الهائلة في مجال التعليم الجامعي ومابعد الجامعي أصبحت قريتنا يُرثَي لها حيث إن كثيرا من أهلها يقعون في هذا الذنب الكبير ( الحسد) فقد قال الحبيب المصطفي_صلي الله عليه وسلم_:
"لا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا"
فانتشر الحقد والغِل والحسد بين الناس بشكل ملحوظ واستكثار نعمة الله علي عباده مع العلم أن كل شخص يمتلك أشياء وتنقصه أخري ،ومجموع أي شخص يساوي الآخر لكن الناس لم يملأ عيونها إلا التراب، وتنظر في يد الغير، فلو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى أن يكون له ثالث .
فالحسد شره كبير إما يصيب الإنسان بالمرض أو بالفقر أو بالضيق أو بخراب البيوت والفرقة بين الأزواج والأهل أو الفشل أو عدم البركة في الرزق وقد يؤدي إلي الموت فالعين تُدخِل الرجل القبر.
ما الحل الأمثل حتي يتخلص الناس من هذه الآفة :
ضرورة العودة إلي منهج الله ورسوله والقناعةمع الرضا الكامل بكل ما أعطانا الله من نعم ولا ننظر لما في يد الغير وإذا رأينا نعمة نقول بقلوبنا وألسنتنا: ( ماشاء الله تبارك الله الله أكبر ونصلي على رسول الله فكل ذي نعمة محسود)
وانتشر الحسد بين الشباب والكبار بشكل ملحوظ وليس النساء فقط بل هناك طائفة كبيرة من الشباب دخلت في هذا الأمر وخاصة أصحاب الكار الواحد يعني( التجار مع التجار والمعلمين مع المعلمين والمزارعين مع المزارعين والبائعين مع البائعين وأصحاب كل حرفة مع من يشبهه بل تخطي الأمر أن يكون الحسد تحدياَ فهناك من يحسد الآخرين لنجاحهم لأنه فاشل في حياته العلمية والعملية وبعيد عن الله ولم يستطع أن يصل إلي ما وصل إليه الآخرون من نجاح وفلاح وتقدم فهو حقد وغل تخطي مرحلة الحسد وهناك مجموعة تتصف بالغيرة وليس الغبطة المحمودة بل تجد صفة الغيرة عندهم بشكل ملحوظ يقلدون تقليدا أعمي ولا يعلمون أن الحبيب قال :كلٌ ميسر لما خُلِق له فليس شرطا أن تكون مثل فلان بل كن أنت لا هو .
تمسك بشخصيتك واجعل لك هدفا بدلا من التسلق علي أكتاف الآخرين والتملق حتي تصل لهدفك ثم تحقد وتحسد بعد ذلك وتنكر فضل الآخرين عليك)
فلو أن كل واحد رضي برزقه وبفضل الله عليه لما كان بيننا حاسد أو حاقد ولكن طبيعة النفس البشرية أن تتطلع لما في يد الآخرين
كنا نعيب علي قري كثيرة مشهورة في الحسد حتي أصبحت قريتنا ( تريند) أصبح حديث البلاد كلها عن القرية التي كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رَغَدا من كل مكان.
ومن المصائب والعواقب التي تصيب الحاسد نفسه أن يكون صدره ضيقا حرجا كلما رأي نعمة علي عباد الله فيكفي هذا العقاب فهو لا ينعم بحياته وهو دائم التطلع لما عند الآخرين وفي الآخرة حسابه عند ربه إلا أن يتوب.
فنسأل الله أن يطهر قلوبنا من الحقد والغل و الحسد والغيرة والشر والرياء والنفاق وأن يردنا إلي دينه ردا جميلا.
د/محمد عطيه الرزيقي
ليست هناك تعليقات