بالصور لحظة بلحظة نشارك جموع المصريين أحتفالهم بالليلة الختامية لمولد السيدة نفيسة

 





كتبت سلوى عثمان 

توافد الآلاف من المحبين لآل البيت إلى ساحة ومسجد وضريح السيدة نفيسة رضى الله عنها وأرضاها بالأمس للأحتفال بالليلة الختامية لمولدها المبارك ، رغبة في إحياء طقوسهم الدينية بحلقات الذكر والقرآن، حول مسجدها وأصبح المولد من العلامات البارزة في الميدان بأكمله ولكن العام الماضي أختفت كل مظاهر الأحتفال وإحياء ذكرى مولد السيدة نفيسة بسبب الأجراءات الأحترازية لجائحة كورونا.

وحلت  ذكرى مولد السيدة نفيسة 2022 وأختلف المشهد عن العام الماضي حيث أحتشد الألاف أمام مسجد السيدة نفيسة لإحياء ذكرى الليلة الختامية لمولدها، وذلك على الرغم من إغلاق الضريح نظرا للتجديدات بالمقام والمسجد

وشهدت الليلة الختامية أو الليلة الكبيرة لـ مولد السيدة نفيسة كما يطلق عليها الجميع، إقبالا كبيرا من المحبين لحضور الأحتفالات، وسط حلقات الذكر والإنشاد الديني 

وحرصت الطرق الصوفية على إقامة السرادقات لأستقبال المريدين والزوار كما قام بعض رواد المولد بأستئجار الشقق والمحال للإقامة بها وتنظيم أحتفالات وقامت عدة طرق صوفية بتنظيم الأحتفالات بمقراتها وساحاتها بالقاهرة والمحافظات أحتفالا وأبتهاجا بميلاد السيدة نفيسة بتنظيم حلقات الذكر والإنشاد والمجالس العلمية التى يشارك فيها كبار الشيوخ والعلماء مثل الشيخ على الجفرى وبحضور عميد الأنشاد الدينى الشيخ ياسين التهامى والشيخ عبدالحميد الشريف

والشيخ منتصر الأكرت كبير المبتهلين بالأذاعة والتليفزيون 

وأكد الشيخ هاشم محمد هاشم خليل وكيل المشيخه العامة عن محافظة أسيوط 

أن الدكتور عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الصوفية تواصل مع المسئولين والأجهزة الأمنية، لحل مشكلة الخدمات والتصاريح الخاصة بالطرق الصوفية المشاركة فى الفعاليات كما عملت الطرق الصوفية على ترتيب الأستعدادات وتنظيم الفعاليات الخاصة بالليلة الختامية لمولد السيدة نفيسة

ومن جانبه قال الكاتب والمؤرخ الصوفى محمد أبوالفضل أن السيدة نفيسه

ولدت في مكة المكرمة وأبوها هو الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب حيث أنتقل بها أبوها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة من عمرها فكانت تستمع في المسجد النبوي لعدد من شيوخه وتتلقى الحديث والفقه، حتى لقبت بـ "نفيسة العلم" قبل أن تصل لسن الزواج.

ثم تزوجت من  ابن عمها إسحاق المؤتمن بن جعفر، فأنجبت له “القاسم وأم كلثوم”، وجاءت إلى مصر في عام 193هجرياً.


وذكر المؤرخون رحلتها مع أسرتها إلى مصر، مرورا بقبر الخليل إبراهيم عليه السلام، وقد خرج أهلها لأستقبالها وأستقبال آل بيت النبوة رضوان الله عليهم في مدينة العريش، لتصل مدينة القاهرة في 26 رمضان 193 هـ، ورحب بها أهل مصر، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم، حتى كادوا يشغلونها عما أعتادت عليه من عبادات فخافت وخرجت عليهم قائلة: "كنت قد أعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى"، ففزعوا لقولها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخل والي مصر السري بن الحكم وقال لها: "يا ابنة رسول الله، إني كفيل بإزالة ما تشكين منه"، فوهبها دارا واسعة، وحدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع، فرضيت وبقيت.

لما وفد الإمام محمد بن إدريس الشافعي إلى مصر سنة 198 هـ، توثقت صلته بنفيسة بنت الحسن، وأعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء لداء في بطنه وأوصى أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204هـ، وصلت عليه تنفيذا لوصيته وأثنت عليه قائلة "رحم الله الشافعي..كان يحسن الوضوء".

 ومازال جموع  المصريون  يحتفلون بالليلة الختامية لمولد السيدة نفيسة العلوم ام الحنان 
فهي مقصد لكل محب عندما تدخل مقامها تشعر بالراحة وكيف لا وقد ختمت فيه القرآن مئات المرات وتعبدت وتهجدت والقت دروسا للعلم حيث كان فقيهة عالمة فهي  الطيبة فرعاً الزكية أصلاً ومن شعبة الرسالة السـامية  الرفيعة النبيلة ، أكتنفها العز والشرف والسؤدد والكرامة


هي نفيسة بنت  الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن السبط بن . ابن أبي طالب وتعد السيدة نفيسة من نسل سيدنا الحسن رضي الله عنه وارضاه

ولدت السيدة الطاهرة في يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر ربي الأول سنة خمس وأربعين ومائة من الهجرة النبوية بمكة المكرمة
وكانت شبيهة بعمتها السيدة نفيسة  أخت الحسن الأنور  والتي تزوج بها الخليفة الوليد بن عبد الملك فسماها أبوها باسم عمتها التي دفعت زوجها الخليفة الوليد إلى الفتوحات العظيمة وكفالة الأيتام وترتيب معاش لهم وتخصيص من يخدم المكفوفين، وعمارة المسجد النبوي وتوسيعه، وصرف الرواتب للفقهاء وللفقراء والضعفاء ،وفرض لذوي الحاجات ما يكفيهم .
 وقد رحلت العمة السيدة نفيسة إلى مصر وتوفيت بها ومقامها بالقرب من السيدة نفيسة ، إذ أنها دفنت بالدار التي وهبت لها من والي مصر أخي زوجها عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وكانت صالحة عـابـدة وتوفيت قبل وفاة بنت أختها نفيسة العلوم 
وكان والدها رضي الله عنها وأرضاها ا الحسن الانوار عالما من التابعين مجاب الدعوة شريفا فاضلا وقد تولي إمرة المدينة عام مائة وخمسين من الهجرة الى ان عزله ابو منصور الجعفر لوشاية فيه سنة ست وخمسين ومائة وتم حبسه 
نشآت السيدة نفيسة نشأة نبوية  بدأت في سن مبكرة في تلاوة القرآن وحفظته في سنة واحدة وكانت تذهب للمسجد النبوي بصحبة ابيها في سن السادسة  تسمع من شيوخه وتتلقي الحديث والفقه من علمائه وعاشت في مدرسة ابيها المحمدية وقد التقت السيدة نفيسة بالامام مالك وقرات كتابه الموطأ 

وكانت السيدة نفيسة شديدة الجمال وعند بلوغها سن الزواج تقدم إليها الكثير لنيل شرف النسب ولما عرفوه من دينها وعلمها وحسبها ونسبها وصلاحها  ومن بين الذين تقدموا لخطبتها إسحاق المؤمن بن جعفر الصادق رضي الله عنه وأرضاه فلم يرد عليه سيدنا الحسن الأمور لفترة طويلة بالرغم من إلحاح  ابو اسحاق  وحزنه الشديد لانه يريد أن تكون السيدة من نصيبه فكان يذهب دائما للمسجد النبوي ويدعو ان تكون نفيسه العلوم زوجة له وكآن أبواب السماء مفتوحة ففي إحدى الليالي رأى الحسن الأنور والد السيدة نفيسة رسول الله في المنام، وهو يقول له : ياحسن زوج نفيسة من إسحاق المؤتمن ، فما أفاق من نومه حتى بعث إلى إسحاق يستدعـيـه إليـه ، فسارع إليه وما أن جلس بين يدى الحسن حتى أخبره برؤياه .

وما لبث أن عقد له على ابنته في حفل جمع جمهرة من آل بيت وجماعة من وجوه قريش ، وكان ذلك في سنة احدى وستين ومائة ، وجليت لزوجها وبنى عليها في دار أبيه جعفر الصادق بالمدينة 

. وبزواج السيد الشريف إسحاق المؤتمن من السيدة نفيسة في اجتمع في  بيتها نوران ، نور الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، فالسيدة نفيسة جدها الإمام الحسن بن علي والسيد إسحق جده الإمام الحسين 

وولدت نفيسة من إسحاق ولدين هما القاسم وأم كلثوم 

وقالت عنها زينب بنت يحيى المتوج بالانوار وهي بنت اخو السيدة نفيسة (كانت عمتي نفيسة تحفظ القرآن وتفسيره وكانت تقرأ القرآن وتبكي وتقول :إلهي وسيدي يسر لي زيارة خليلك إبراهيم عليه السلام لأنها تعلم انه ابو الأنبياء 
وحجت السيدة نفيسة العلوم رضي الله عنها في حياتها المباركة ثلاثين حجة أكثرها ماشية على قدميها وكانت مقتدية بجدها الحسن رضي الله عنه وأرضاه والذي كان يقول ( إني لاستحي من ربي ان القاه ولم امش الي بيته) 
وقالت زينب بنت يحيى المتوج : خدمت عمتي السيدة نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت بليل ولا أفطرت بنهار إلا العيدين وأيام التشريق.

فقلت لها : أما ترفقين بنفسك ؟ فقالت : " كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبات لا يقطعهن إلا الفائزون) 

سمع منها الحديث وتفسيره والفقه كثير ممن قابلوها ، فقد سمع منها غير الإمام الشافعي جمع كثير من العلماء كذي النون المصري وعبد الله بن الحكم وولداه محمد وعبد الرحمن ، والربيعان المرادي والجيزي ، وعبد الرحمن البويطي ، وحرملة ، فإنها في كانت ممن يتقي الله فعلمها الله


كانت السيدة الورعة زاهدة في دنياها ، وكان رائدها في طريق الزهد جدها رسول الله ، وقد مالت بطبعها منذ صغرها إلى حياة بعيدة عن زخرف الحياة الدنيا وزينتها بالرغم من أن أباها الحسن الأنور كان أمير المدينة ، غير أنها ما كانت تستشرف إلى لذائذ الدنيا وشهواتها . فكانت قليلة المأكل ، وكانت كما قيل تأكل كل ثلاثة أيام مرة ،



 اما عن قدومها مصر فقيل انه في يوم  السبت الموافق ٢٦ رمضان سنة ۱۹٣ هـ وصلت السيدة نفيسة مصر   قبل قدوم الشافعي إليها بخمس سنين ، وكان ذلك في ولاية الحسن  بن الحجاج والي مصر من قبل الرشيد.

وفي العريش استقبل أهل مصر السيدة نفيسة أحسن استقبال فقد أحبها شعب مصر وكان قد سمع عن اخبارها بالمدينة ، وتلقتها النساء والرجال بالهوادج والخيول مرحبين يهللون ويكبرون ولم يزالوا معها إلى : أن دخلت مصر فأنزلها عنده كبير التجار بمصر جمال الدين عبد الله الجصاص ، وكان من أهل الصلاح ومن أصحاب المعروف والبر والصدقة والمحبة في الصالحين والعلماء والسادة الأشراف نزلت عنده في داره معزّزة مكرمة مبجلة فأقامت بها عدة شهور ، والناس يفدون إليها من سائر مدن القطر ومن جميع الآفاق يتلمسون بركتها ويرجون دعاءها .

وكانت سيدة من المصريين تسمى بأم هانىء ) لها دار رحيبة بجهة المراغة والقبر الطويل بالمصاصة أو المنصوصة ( فرجت من السيدة نفيسة النزول في دارها وكانت امرأة ورعة تقيّة صالحة فقبلت السيدة نفيسة انتقلت إلى تلك الدار فلم ينقطع عنها الزوار وانهال عليها الناس من كل حدب وصوب من طلاب الحاجات وراغبي الدعوات وملتمسي الشحات والبركات ويعودون جميعاً وقد استجاب الله دعاءها وقضى هم حاجتهم وكشف كروبهم .

وكان آل السري يكبرون السيدة نفيسة ويعظمونها ويكثرون من زيارتها ويعرضون عليها خدمتهم إياها ، وما أن ذهبت جمهرة من بعيها إلى السري يخبرونه بعزمها الذهاب ، ويسألونه أن يتوسل إليها العدول عن عزمها ، فانتقل السري إليها يستعطفها ويرجو بقاءها بمصر 

فقالت له : إنّي قد اعتزمت المقام عندكم ، غير أني امرأة ضعيفة وقد تكاثر الناس حولي وأكثروا من زيارتي ، فشغلوني عن أورادي وجمع زادي المعادي ، غير أن منزلي هذا يضيق بهذا الجمع الكثيف والعدد الكثير ، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى. فقال لها السري : يا ابنة رسول الله إنّي كفيل بإزالة ما تشتكين منه ، وسأمهد لك السبيل وأهيء لك مافيه راحتك ورضاك ، أما ضيق المنزل فإن لي داراً واسعة بدرب السباع وإنّي أشهد الله تعالى أنّي قد وهبتها لك وأسألك أن تقبليها منّي ولا تخجليني بردها علي . فقالت بعد سكوت طويل : إني قد قبلتها منك

ثم قالت ياسري كيف أصنع بهذه الجموع الكثيرة والوفود الغفيرة ؟ فقال : تتفقين معهم على أن يكون للزوار في كل جمعة يومان ، وباقي الأسبوع تتفرغين لعبادتك وخدمة مولاك فاجعلي يومي السبت والأربعاء للناس .

فقبلت منه ذلك وانتقلت إلى داره وخصصت للزيارة يومى السبت والأربعاء من كل أسبوع .
وقد كان للسيدة نفيسة كرامات كثيرة منها 

- إزدحمت الخيل على أمها، وكانت تحملها وهي طفلة رضيع لم تتجاوز نصف حول ، فأشارت وهى في حضن أمها بيدها الكريمة برد الخيل فردها الله عز شأنه ببركتها بإشارة فكانت لتلك الطفلة في مستقبل أيامها من علو شأن ورفعة قدر.

ومنها أيضا ماقاله - عن سعيد بن الحسن قال : توقف النيل بمصر في زمن السيدة نفيسة فجاء الناس إليها وسألوها الدعاء فأعطتهم قناعها فجاءوا به إلى النهر وطرحوه فيه فما رجعوا حتى زفر النيل بمائه وزاد زيادة عظيمة . قدمها فشفيت 
. ٤ ـ وكانت هناك فتاة مقعدة جرى ماء وضوء السيدة نفيسة على

ه - كانت تدعو للذين يهرعون إليها فيستجاب دعاؤها .


قالت السيدة زينب بنت أخو السيدة نفيسة : " تألمت عمتي في أول
يوم من رجب وكتبت إلى زوجها إسحاق المؤمن كتاباً، وكان غائبا بالمدينة ، تطلب إليه فيه المجيء إليها وموافاتها لإحساسها بدنو أجلها وفراقها لدنياها وإقبالها على أخراها، ومازالت متوعكة إلى أن كان أول جمعة من شهر رمضان فزاد عليها الألم وهي صائمة ، فدخل عليها الأطباء فأشاروا عليها بالإفطار لحفظ قوتها والتغلب على مرضها وضعفها، فقالت : ( واعجباه ! إن لى ثلاثين سنة وأنا أسأل الله عز وجل أن يتوفاني وأنا صائمة أفأفطر ، معاذ الله تعالى ،



ثم أنشدت تقول :

اصرفوا عني طبيبي ودعوني وحبيبي

زاد بي شوقي إليه وغرامي في لهيب


طاب هتكي في هواه بين واش ورقيب

لا أبالي بفوات حيث قد صار نصيبي 

ليس من لام بعزل عِنه فيه بمصيب 



جسدي راض بسقمي وجفوني بنحيبي

فانصرف الأطباء وهم معجبون بقوة يقينها وثبات دينها ، وسألوها الدعاء ، فقالت  لهم خيراً ودعت لهم .

قالت زينب :

فضممتها إلى صدري ، فإذا بها تشهد شهادة الحق ، وقبضت،واختارها الله لجواره، ونقلها إلى دار كرامته ، وكان ذلك في سنة ثمان ومائتين وذلك بعد موت الإمام الشافعي باربع سنين رحمهم الله جميعاً .


وكانت لها خلوتها الخاصة في أعلى جبل المقطم وكانت لنا  جولة داخل المحراب 
وكان لها دعاء مشهور رحمها الله (كم حاربتني شدة بجيشها فضاق صدري من لقائه وانزعج حتى يئست من زوالها جاءتني الآلاف تسعى بالفرج)
الشيخ منتصر الأكرت كبير مبتهلى الأذاعة داخل محراب السيدة نفيسة رضي الله عنها وأرضاها 






































      


 
    



ليست هناك تعليقات