الاسلام دين البناء والتعمير
بقلم : الدكتور سالم السكري وكيل كلية اصول الدين للدراسات العليا
الإسلام هو دين البناء والتعمير ، وليس دين الهدم والتخريب ، ولا أدل على تلك النصوص المتعددة التي تدعو إلى وجوب عمارة الأرض وعدم الإ فساد فيها ، ومن ذلك قوله تعالى : " هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها آية (61) هود ، أي طلب منكم عمارتها وإصلاحها ، وقوله عز شأنه : " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " آية (56) الأعراف
ولتحقيق هذه الغاية العظيمة أمرنا الله تعالى بالسعي في الأرض وعدم الركون إلى الخمول والكسل فقال : "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور " آية (15) سورة الملك ، ولا يتوقف السعي في الأرض وعمارتها علي وقت معين ، بل لا بد وأن يسعى الإنسان حتي آخر لحظة في حياته ، وإلى ذلك أشار النبي بقوله ، إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ان لا يقوم حتي يغرسها فليغرسها ) رواه البخاري في الأدب المفرد ، فالإسلام دين يقدس البناء والتعمير ويدعو إليهما ، لأنهما عصب الحياة ، ومن أهم سبل تقدم الامم المجتمعات ولأهمية العمل من أجل البناء والتعمير جاءت نصوص كثيرة في القرآن والسنة تحث علي العمل وتشيد به بل وتبين أنه سبيل العزة والكرامة الإنسانية ، ومنها قوله تعالى : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " آيه (105)سورة التوبة ، وفي الحديث عن النبي ﷺ قال : ( لان يحتطب أحدكم حزمة علي ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه ) رواه البخاري . ولم يكتف الإسلام بهذا بل حارب الإفساد في الأرض ، والسعي في خرابها وبين أنه خلق اللثام من البشر ، فلا يتصف به إلا المنافقون الذين قال الله فيهم : " ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المقسدين " آيه (64) سورة المائدة ،
الفساد ما كان باسم الدين ، فقد ابتليت الأمة في هذا العصر بأناس يفسدون في الأرض باسم الدين ، والدين منهم براء ، فيقتلون ويستبيحون الأ موال والأعراض باسم الدين ، ومثل هؤلاء ذمهم الله تعالى في كتابه ، وذلك في قوله : " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قليه وهو الد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" آية (204، 205) البقرة ، فالفساد بكل صورة وأخطر صور
وأشكاله يعوق التنمية والبناء وينشر السلبية وعدم الشعور بالمسئولية ، ومن ثم حذر منه الإسلام
_edit_12618633013622.jpg)
ليست هناك تعليقات