كان واخواتها
بقلم الدكتور عبد الله الخولى
أسرة يتيمة تطلب المساعدة والعطف والحنان
إننا أسرة مكونة من ثلاثة عشر فردا ،لأن عائلنا ـ رحمه الله ـ ما كان يعرف تنظيم النسل ولا تحديده ،وفقدنا هذا العائل، ونحتاج إلى نظرة عطف منكم ؛لأنه لا عائل لنا الآن، ،ولعلكم أصبحتم في شوق إلى معرفتنا للتصدق علينا ،وكي تقدموا لنا يد المساعدة وتحسنوا إلينا إننا الأسرة التقية النقية (كان وأخواتها) ، أختنا الكبرى (كان ) ، وباقي الأخوات هي: أصبح ، أمسى ،صار، ليس ،بات ،أضحى ،ظل ،مازال ،مابرح ،ما فتئ ،ماانفك ،مادام. ونحن لا نطلب المساعدة بالمال ؛لأنه زائل ،إنما نطلب المساعدة بالنطق الصحيح لنا ولما بعدنا ،فنحن ندخل على الجملة الاسمية ،فنرفع المبتدأ ويسمى اسمنا ،وننصب الخبر ويسمى خبرنا و نرجوكم يا بني البشر فتقول لكم: إذا وجدتمونا في جملة فارفعوا اسمنا وأعربوه اسم كان ،وانصبوا خبرنا وأعربوه خبر كان ، ففي قولكم: كان الطقس حارا كانت كلمة الطقس مرفوعة بالضمة ؛لأنها اسم كان ،ولا بد أن تقولوا في إعرابها اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة و كلمة (حارا) منصوبة ؛لأنها خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة ،وإذا قلتم:ما زال الصيف حاضرا كانت كلمة (الصيف) مرفوعة ؛لأنها اسم مازال مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة و (حاضرا) خبر مازال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
ومادام اسمنا مرفوعا فأرجو ـ يا بني البشرـ أن تعلموا أنه يرفع بالضمة إذا كان مفردا كما في المثالين السابقين أو جمع تكسير كما في قولكم: أصبح الرجال أقوياء أو جمع مؤنث سالما كما في قولكم: ظلت الممرضات مراعيات للمرضى ، وبالألف إذا كان مثنى كما في قولكم: ليس المبنيان خاليين من السكان ، وبالواو إذا كان جمع مذكر سالما كما في قولكم: أمسى المهندسون متعبين ، أو اسما من الأسماء الخمسة كما في قولكم: بات أبوك قلقا عليك ،أما خبرنا فنظرا لأنه منصوب فهو ينصب بالفتحة إذا كان مفردا أو جمع تكسير وبالكسرة إذا كان جمع مؤنث سالما وبالياء إذا كان مثنى أو جمع مذكر سالما كما في الأمثلة السابقة وبالألف إذا كان اسما من الأسماء الخمسة كما في قول أحدكم لصديقه: لقد أصبحت أخاك ،وهكذا ،ويجب أن تعلموا أن اسمنا كما يكون اسما ظاهرا كما في جميع الأمثلة السابقة فإنه يكون ضميرا مستترا كما في قولكم عن الصيف كان حارا فاسم كان ضمير مستتر تقديره هو يعود على الصيف أو ضميرا بارزا أي ظاهرا في الكلام كما في قولكم للجنود: صرتم أقوياء بالتدريب ، فالضمير( تم ) المكون من التاء والميم في محل رفع اسم صار وقولكم للعاملات: لستن مقصرات فإن الضمير (تن) أيضا في محل رفع اسم صار ،وقولكم عن الشباب: أصبحوا مثقفين كانت واو الجماعة ضميرا مبنيا في محل رفع اسم أصبح وهكذا.
ولا تنسوا أنه قد يتقدم خبرنا على اسمنا كما يتقدم الخبر على المبتدأ، فإذا قلتم: ظل بالمدينة أشجار مثمرة كانت كلمة أشجار اسم ظل مؤخر مرفوعا بالضمة والجار والمجرور بالمدينة شبه جملة في محل نصب خبر ظل مقدم ،وكذلك إذا قلتم: ليس أمام المنزل حارس كانت كلمة حارس اسم ليس مؤخرا مرفوعا وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ،وأمام المنزل ظرف شبه جملة في محل نصب خبر ليس مقدم .
ونحيطكم علما يا بني البشر أننا نعمل هذا العمل وهو رفع المبتدأ ونصب الخبر سواء أكنا أفعالا ماضية كما في جميع الأمثلة السابقة، أم أفعالا مضارعة ،أم أمرا كما في قولكم: يكون المصريون أقوياء بالإنتاج، ويصبح الفلاح منطلقا إلى عمله ،ولا يزال الله محسنا إلى العباد ،أما أمثلة الأمر فكما في قول بعضكم لبعض: كن متفائلا ،فكن فعل أمر ناسخ يرفع المبتدأ وينصب الخبر ،واسمه ضمير مستتر تقديره أنت ،ومتفائلا: خبر كن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ،وقولكم لأبنائكم على سبيل الأمر أصبحوا نشيطين فواو الجماعة في محل رفع اسم للفعل الأمر أصبح ونشيطين خبر أصبح منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
ولا تنسوا أيضا أن خبرنا قد يكون كلمة واحدة أي مفردا كما في خبر المبتدأ ،وقد يكون جملة فعلية أو اسمية، فمثال الخبر المفرد ما ورد في كل الأمثلة السابقة ،ومثال الخبر الجملة الفعلية :لا ينفك الولد يحترم والديه فجملة :يحترم والديه في محل نصب خبر الفعل لا ينفك ،وقولكم يصير العلم ينفع العباد والبلاد ،فجملة: ينفع العباد والبلاد في محل نصب خبر للفعل الناسخ يصير،ومثال الخبر الجملة الاسمية قولكم: تظل نافورة الميدان العام ماؤها مرتفع ،فجملة: ماؤها مرتفع جملة اسمية في محل نصب خبر للفعل تظل ،وكذلك إذا قلتم: لا يزال المصري معدنه أصيل فجملة: معدنه أصيل في محل نصب خبر الفعل لا يزال.
ونرجو أن تكونوا قد عرفتم شيئا ما عنا كي تتصدقوا علينا بالنطق الصحيح ورفع المبتدأ بعدنا ونصب الخبر، فهذا هو الذي نطلبه منكم حيث إننا لا نطلب مالا ولاجاها ولا سلطانا إنما نطلب مساعدتنا والإحسان إلينا بالنطق الصحيح الذي يسعدنا ويعيد إلينا الحياة .أما النطق الخطأ فهو يؤذينا وقد يؤدي بنا إلى الموت والهلاك فنرجوكم لا تكونوا سببا في هلاكنا بالخطأ عند قراءتنا وكونوا سببا في حياتنا وحياة أمنا الجملة الاسمية وجدتنا اللغة العربية حفظها الله لنا ولا حرمنا الله منها أبدا إذ لا قيمة لنا إلا من خلالها..

ليست هناك تعليقات