العيد...والطاقة المتجددة
بقلم الدكتور محمد قاسم المنسي
قامت فكرة العيد -في التاريخ الانساني -علي مجموعة من المعتقدات الخاصة بأصحابها لتمجيد زعيم أو جماعة أو حدث أو تاريخ أو مااشبه ذلك من المناسبات التي تستحوذ علي اهتمام الناس ويتخذون منها فرصة للفرح والسرور والفخر القومي ..
-2-
لكن الاسلام وقد جاء لمصلحة البشر جميعا طور هذه الفكرة ووضعها في سياق جديد وخرج بها من الإطار الفردي أو القومي أو الاجتماعي الي إطار جديد هو الإطار الديني والإنساني
وفي الإطار الديني أصبحت الفرحة بالعيد تكليفا شرعيا وليس مجرد استجابة لنداء الفطرة الإنسانية
وفي الإطار الانساني أصبحت الفرحة بالعيد عملا إنسانيا بقصد تعميم الفرحة واشاعة السلام والسرور والبهجة.
-3 -
ومن هنا جاء تفرد الاسلام في نظرته الي الاعياد فانشا عيدين
اثنين هما (عيد الفطر وعيد الاضحي)
وجعل للعيد صلاة خاصة هي صلاة العيد بحيث يبدأ المسلم عيده بالصلاة والتسبيح والتكبير
ومن هنا تشيع في الأرض في يوم العيد الفرحة ويشيع معها الشعور بالأمن والسلام والاستقرار .
أضف الي ماسبق أن كل عيد من العيدين جاء مرتبطا بعبادة :
فقد ارتبط عيد الفطر بعبادة الصيام وارتبط عيد الاضحي بعبادة الحج
ولان الاسلام ينتقل بالمسلم من عبادة الي عبادة كانت صلاة العيد
بقصد الربط والتنسيق بين عبادتي الصيام والفرحة بالعيد
ومثل ذلك يحدث في عبادة الحج التي تعقبها عبادة عيد الاضحي
-4-
وبما سبق يكون الاسلام قد نقل العيد وفرحته من الفرحة( الهائمة ) و(المبهمة) و(اللاهية)الي الفرحة( القاصدة )و(الواعية) و(الرشيدة)ومن المشاعر (الجامحة) الي (الطاقة الإيجابية المتجددة) ..
وبهذا المنهج في الاحتفال بالعيد
يوظف الاسلام هذه الطاقة الإنسانية لتكون عنوانا علي بلوغ الإنسان مرحلة النضج والوعي. الانساني الذي يري الفرحة في إطار فرحة كونية وإنسانية وليس فرحة غرائزية لاتعرف إلا
اسلوب الاستهلاك والاهدار والتبديد...

ليست هناك تعليقات