رمضان_وثقافة_الاستهلاك



بقلم الدكتور محمد قاسم المنسي 

عندما نتامل سلوكنا قبل رمضان نري كيف تمتلئ المتاجر بالسلع وكيف تكون الاسواق مزدحمة والاقبال علي الشراء بمعدلات غيرمسبوقة..والاستعدادات الاعلامية علي قدم وساق .. وفي كل عام تزداد السوق الاعلامية شراسة لمحاصرة المسلم في ليله ونهاره..وصومه وافطاره.

ولعالم النفس الشهير اريك فروم(الاوربي-الامريكي)ت1979م ، رؤية محددة في فهم حقيقة العالم الذي نعيش فيه ، ملخصها : ان العالم يتجاذبه اسلوبان في الوجود وطريقة الحياة..يتصارعان من اجل الفوز بالنفس البشرية..فالاسلوب الاول وهو المهيمن في الوقت الحاضر هو اسلوب التملك الذي ينصب ويركز علي جانب التملك المادي والقوة المادية..اما الاسلوب الثاني وهو المقابل البديل فهو اسلوب الكينونة الذي يعتمد علي القيم الانساتية من الحب والخير والعطاء والتسامح والايثار..ومن المثير حقا ان الاسلوب التملكي سوف يدفع العالم من الناحية البيئية والنفسية الي حافة الهاوية ..اما الاسلوب الثاني فهو الذي سيجنب الانسانية الوقوع في الكارثة.........نتملك او نكون to have or to be ..هذا هو السؤال..وبدورنا نتساءل : اين يقع رمضان من هذين الاسلوبين ؟؟

  ومايحدث من الثقافة الاستهلاكية السائدة كله يصب في الاسلوب الاول حيث يكون شعار الانسان :انا موجود بقدر ما املك واستهلك ..وفي ظل هذا الجو المادي ياخذنا رمضان الي اجواء روحية ونفسية من الحب والخير والعطاء والسكينة..ومن هنا نفهم لماذا كان رسول الله -ص-اجود بالخير من الريح المرسلة وكان اجود ما يكون في رمضان ..وذلك في توجيه واضح للاسلوب الذي يقابل به الاسلام هذه النزعة المادية وهواسلوب : اناموجود بقدر مااتصدق واعطي وأجود بكل ما استطيع..فالسعادة لايصنعها التملكto haveوانما يصنعهاto be او الكينونة..ونستطيع ان نقول بعدذلك : كم نحن بحاجة الي رمضان حتي نتجنب الوقوع في الكارثة ..فاللهم بلغنا رمضان حقا وصدقا..


هناك تعليق واحد:

  1. هل فقدنا جوهر رمضان الحقيقي وسط هذا الزحام المادي والاستهلاك المفرط الذي يسبق الشهر الفضيل؟ وكيف تحوّل شهر العبادة والتهذيب الروحي إلى موسم تسوق وتكديس للسلع وكأننا نستعد لمعركة لا لعبادة؟ وهل أصبح الإنسان المعاصر يعيش فعلاً وفق أسلوب “التملك” الذي تحدّث عنه إريك فروم، فيقيس قيمته بما يملك ويشتري ويستهلك، لا بما يقدم ويعطي ويشعر؟ وأين يقف رمضان في هذا الصراع بين “أن نملك” و”أن نكون”؟ أليس هو الفرصة التي تعيد للإنسان توازنه، وتذكّره بأن القيمة الحقيقية ليست في الممتلكات، بل في صفاء القلب وسخاء اليد ونقاء النية؟ وكيف يمكننا أن نستعيد روح رمضان الأصيلة التي تجعلنا أكثر قربًا من الله، وأقل انشغالًا بالمظاهر والترف، وأكثر إحساسًا بالآخرين ومعنى العطاء؟
    (آلاء ابراهيم محمد عبدالرحمن)

    ردحذف