الغش جريمة في حق المجتمع
بقلم ا.د.عصام قمر
المركز القومي للبحوث التربوية و التنمية.
ينمو سلوك الغش في الإمتحانات لدى الطلاب من خلال عوامل بيئية تربوية و اجتماعية توفر المناخ المناسب لذلك، و يعد الغش في الامتحانات و التغاضي عنه خديعة كبرى ترتكب بحق المجتمع ، بل هو مؤامرة و خيانة عظمى للمجتمع ،فالطالب الغشاش يمكن أن يتخرج من كلية الطب ليصبح طبيبا لا يعرف معنى الأمانة الطبية ،أو من كلية الحقوق ليكون قاضيا غير عادلا أو محاميا متآمرا على العدالة ،أو صيدليا يبيع الأدوية المغشوشة ،أو أستاذا يبيع الامتحانات لطلابه ، فلا يتوقع ممن كان وصوله عن طريق الغش أن يكون إنسانا فاضلا ،ذلك أن الفضيلة تعني استعداد دائما لفعل الخير و مقاومة الشر و نبذ الغش و الفساد ،فالفضيلة لها طابع الدوام و الثبات ،أما إذا اتخذ السلوك الفاضل صفة التقطع و عدم الاستقرار فإنه لا يعد فضيلة ،لأن التقطع يرتبط بالتحيز و الفساد ،و عليه فإن الإنسان إما أن يكون فاضلا على طول الخط أو لا يكون.
و بالطبع يؤثر الفساد العام في المجتمع على كفاءة النظام التعليمي ،و بالتالي تدني جودة مخرجاته...و هنا تجدر الإشارة إلى أن الفساد في المشاريع العامة الواسعة النطاق يمثل معوقا رئيسا أمام التنمية المستدامة ،و يكلف خسائر ضخمة في الأموال الحكومية التي تكون الدولة في أمس الحاجة إليها لتمويل التعليم و الرعاية الصحية و الاجتماعية و التخفيف من حدة الفقر بوجه عام.
ليست هناك تعليقات